ظهرت القصة القصيرة في روسيا وأمريكا في منتصف القرن التاسع عشر، ولقد دار منذ ذلك الحين الكثير من الجدل حول هذا الجنس الأدبي الجديد فمنهم من يضمه إلى جنس الرواية ولا يعترف باستقلاليته ومنهم من يرى أن مفهومه لم يتحدد بعد ولا يوجد قالب فني محدد له.
ذهب آخرون بعيداً باعتبار أن كل قصة قصيرة تمثل جنساً أدبياً في ذاتها ولا يستغرب مثل هذا الجدل على جنس أدبي جديد، ظهر تلبية للإيقاع السريع الذي تميز به العصر الحديث ولكنه في الوقت ذاته يعكس مشكلة نقدية أو بالأحرى أزمة في التنظير الذي تناول القصة القصيرة.
تختلف القصة القصيرة عن غيرها من الأجناس الأدبية من حيث المادة والمعالجة الفنية فمادتها عبارة عن الصورة التي ترسم بالكلمات ممتزجة بالأحداث التي تكون بالفعل او الخبر ويتم تقديم هذه المادة بأسلوب يتسم بالاقتصاد والإيحاء فالقصة القصيرة تركز على مشهد واحد من شريط الحياة متعدد المشاهد وتضعه تحت المجهر.
وتعد البنية السردية للقصة القصيرة هي الإطار الذي تقدم فيه مادة القصة باستخدام اللغة والأحداث والزمان والمكان والشخوص .
