لم يفت الميثاق الوطني المصري أن يشير إلى هذه الحقيقة فنص على أنه منذ زمان بعيد في الماضي لم تكن هناك سدود بين بلاد المنطقة التي تعيش فيها الأمة العربية الآن.
كانت تيارات التاريخ التي تهب عليها واحدة كما كانت مساهمتها الايجابية في التأثير في هذا التاريخ مشتركة ومصر بالذات لم تعش حياتها في عزلة عن المنطقة المحيطة بها بل كانت دائما بالوعي وباللاوعي في بعض الأحيان تؤثر فيها وتتأثر بها كما يتفاعل الجزء مع الكل وتلك حقيقة ثابتة تظهرها دراسة التاريخ.
والتاريخ العربي حقيقة حية في ضمير جماهير الأمة العربية وربما لا يوجد شعب يعيش تاريخه الماضي كما يعيش الشعب العربي بل وقد أسرف العرب احيانا في تعلقهم بماضيهم حتى كاد يشغلهم عن مستقبلهم وكان مرجع هذه إلى ما أصاب الأمة العربية من تخلف وانهيار في حياتها السياسية والاجتماعية منذ سقوط الخلافة العباسية في الشرق وطرد العرب من اسبانيا في الغرب.
فلجأوا إلى التاريخ كوسيلة للهرب من حاضرهم البائس وقد ندد بهذا الاتجاه الكثير من الكتاب والشعراء العرب المحدثين ونبهوا إلى أن التاريخ يجب أن يكون قدة تدفع إلى الأمام لا ثقلا يجذب إلى الوراء فان وحدة التاريخ ليست مجرد نظرة إلى الماضي فحسب بل انها تمتد إلى المستقبل حتى تشمل وحدة الهدف والمصير.
اقرأ أيضاً:
ابراهيم مصطفى يشرح أسرار علم اللغة العربية التاريخي في حوار خاص