محمد الطيب بطل حرب أكتوبر لـ”صباح مصر”: لم نخش الموت في سبيل استرداد أرضنا من إسرائيل

محمد الطيب بطل حرب أكتوبر لـ”صباح مصر”: لم نخش الموت في سبيل استرداد أرضنا من إسرائيل
محمد الطيب بطل حرب أكتوبر
https://www.sba7egypt.com/?p=163292
فاطمة عبدالحميد
موقع صباح مصر
فاطمة عبدالحميد

نلتقي ببطل حرب أكتوبر الحاج محمد إسماعيل أحمد الطيب، والشهير بمحمد الطيب، تزامناً مع احتفالات الذكرى الـ46 لنصر حرب أكتوبر المجيدة 1973، وفي إطار حرص موقع “صباح مصر” على سرد قصص أبطال أكتوبر، نقدم إليكم نموذجاً رائعاً لبطل مصري حارب بكل ما لديه لتحرير أرض سيناء الحبيبة.

 


يقول محمد الطيب، في تصريحه لصباح مصر أنه وبعد شهر يونيه من عام 1967 تجمعت القوات وبدأ التدريب الفعلي والعمل الشاق الجاد، رغبةً في تحرير الأرض المصرية المغتصبة من قِبل إسرائيل، مؤكداً أن الموت لم يكن حاضراً وقتها بأذهان الجنود، فقط كل ما كان يشغل بالهم هو تحرير الأرض، واستمر التدريب إلى أن جاء موعد الحرب، وبحمد الله وفضله وهمة وإرادة الجنود تم العبور، معبراً على حد قوله: “عبرنا الحمد لله، ودمرنا خط بارليف وقضينا على أسطول الجيش الإسرائيلي الذي كان يقال حينها أنه لا يُقهر، بقوة القوات المصرية وبشجاعة رجالها، إيماناً بتحرير الأرض  تمّكنا من  هزمهم وصفعهم صفعة سجلها التاريخ على أمد الزمن”.

محمد الطيب بطل حرب أكتوبر

محمد الطيب بطل حرب أكتوبر



وأوضح “الطيب” دوره خلال حرب أكتوبر المجيدة، قائلاً أنه كان يشغل دور رقيب فصيلة، وكان يتولى أمر دبابة ومعه مجموعة من الجنود مثل قائد الفصيلة، منتظرين التعليمات التي ترد إليهم لتنفيذها مباشرةً، وكشف عن المهمة التي تم تكليفه بها والمجموعة التي يترأسها، قائلاً: ” المهمة التي تم تكليفنا بها في حرب 6 أكتوبر 1973، هي تحرير مدينة القنطرة شرق، والحمد لله تم تحرير المدينة بنجاح، ثم انتظرنا تعليمات القيادة إلى أن تم إيقاف ضرب النار يوم 18 أكتوبر”.


وعن ذكرى أيام الحرب، واللحظات التي عاشها رقيب فصيلة محمد إسماعيل أحمد الطيب، قال: “ذكرى أيام حرب 6 أكتوبر المجيدة لا تُنسى ولا تُمحى من الذاكرة، فقد مرَّ 46 عاماً وكأنها حدثت أمس، لإن كان فيه إيمان بالقضية والموقف من رهبته لا ينسى أبداً، فلا يوجد على مستوى حياتي كلها شيء يوازي فرحتي بنصر أكتوبر، رجوع الأرض المغتصبة لا يضاهيه شيء مهما فرحنا ومهما أسعدتنا الأيام، يظل للنصر لذة خاصة ومذاق لن يتكرر، فرغم إن الضرب كان الضرب حولنا في كل مكان وفوق رؤوسنا، إلا أننا لم نهب الموت إطلاقاً أو نخشاه في سبيل النصر وقد كان ولله الحمد”.

محمد الطيب بطل حرب أكتوبر

 


وعن المواقف التي تخلد في ذاكرة “الطيب”، اختتم حديثه قائلاً: “أكتر موقف مش قادر أنساه وإحنا نازلين القناة الدبابة عطلت فتعاملت مع الموقف كوني رقيب الفصيلة والمسئول عنا، وأخذت مكان السواق وتعاملت مع الدبابة في محاولات متكررة الى أن تحركت ومرَّ الأمر بسلام ، وهناك موقف آخر وهو أخر يوم لإطلاق النار18 أكتوبر،  حيث جاء الطيران الأمريكي عشوائياً عقب ذهاب الطيران الإسرائيلي، فكان موقف صعب ومهيب ولم أنساه أبداً”.


وفي نفس السياق يقول الأستاذ أيمن الطيب، نجل الحاج محمد أن والده لم يعتد على سرد ما قام به وعاشه من أعمال ومواقف في حرب أكتوبر، وذلك كونه  يرى دائماً أن ما تم فعله إنما هو واجب وفرض وتلبية لنداء مصرنا الحبيبة، لكنه بدأ مؤخراً بالتحدث معهم وسرد ما قابله وما عاشه مع زملائه وقادته بعد إلحاحه الدائم عليه، حيث بدأ تدريجياً يقص علينا المواقف المختلفة التي عاشها بين الحب والفرحة والرهبة والشجاعة والهمة استجابةً لرغباتنا.

 

الحاج محمد الطيب مع أهله وأسرته

الحاج محمد الطيب مع أهله وأسرته



وأكد أيمن الطيب أن هناك حالة غريبة تنتاب والده في تلك الأيام، من ذكرى نصر أكتوبر 73، معبراً على حد قوله: “في هذه الأيام الحج يتغير كلياً، أيام احتفالات أكتوبر، حياة جديدة تدب داخله وفرحة نراها في عينيه لم توصف، خاصةً عندما يشاهد خطاب الرئيس الراحل محمد أنور السادات، أو يتحدث عن الحرب ألمس بحديثه فخر وعزة لم أرها من قبل في والدي، حتى أنني أشعر أن مولده الحقيقي يأتي يوم 6 أكتوبر من كل عام”.


محمد الطيب بطل حرب أكتوبر المجيد

محمد الطيب بطل حرب أكتوبر المجيد

 

محمد الطيب مع أفراد كتيبته

محمد الطيب مع أفراد كتيبته

محمد الطيب مع أفراد كتيبته

محمد الطيب مع أفراد كتيبته

 

صفاء القاضي لـ”صباح مصر”: فقدنا الاتصال بأبي أيام الحرب وعلمنا أنه حي من صورته الشهيرة “أيقونة النصر”