كيف جسدت السينما المصرية شخصية الداية ؟

كيف جسدت السينما المصرية شخصية الداية ؟
لقطة من فيلم الزوجة الثانية
https://www.sba7egypt.com/?p=183751
شيماء اليوسف
موقع صباح مصر
شيماء اليوسف

تبدأ الحياة بانزلاق ثم صرخة على يد “الداية” تلك التي خوفتنا منها السينما المصربة ففي فيلم الزوجة الثانية للمخرج صلاح أبو سيف عام 1967م، كانت الخالة نظيمة التي قامت بدورها الفنانة الراحلة نعمات الصغير، “داية القرية” التي أصبحت نموذجاً لكل الدايات على الشاشة السينمائية المصرية، فغالبا ما تكون امرأة سمينة كل ما فيها فظ وجهها مثقوب بعينين تهيجان ببريق مرعب، وخصلات شعر بيضاء هاربة من تحت غطاء الرأس الأسود، وكأن هيبة الولادة هي التي تضفي على الدايو ذلك المنظر القاسي، والثبات الذي نراه كلما تطل بوجهها الجامد.

 

مهام الداية في البيوت

كانت للداية مهام عديدة تجعلها أهم صديقة لنساء الدار، هي من تُضاء لها البيوت وتفتح أرحامها، فتعرف الأسرار وتستنجد بها العائلات للبحث عن عريس أو عروس، أو في أحيان أخرى للتأكيد على شرف بناتهن بكشف العذرية، فهي الأمينة الموثوقة بها دون طبيب الوحدة والتي لا يستنكف الزوج من كشف عورة امرأتخ عليها.

قوانين الداية داخل البيوت

تتصل بالدايات قوانين أوسع من الواقع ذاته، دون أن يكون لها الترابط أي وجود منطقي، تعليماتها يجب أن تتبع فمن تلد لا يدخل عليها زوجها حليق الذهن، وإلا فأنها لن تنجب مرة أخرى، حتى تتحمم بليفة رجل توفى حديثاً ومن تأخر حملها فهي مكبوسة يجب أن تفك كبستها في حقل مزروع بالباذنجان الأسود ولذلك يرجعون سبب مرارة طعم الباذنجان إلى تلك الفعلة التي تتم ليلاً.

طقوس تنصح بها الداية

وأغرب الطقوس التي تنصح بها الداية، هو الاحتفاظ بالخلاص “المشيمة” الخاصة بالمولود في مكان أمين بالبيت كي لا يتوه في حياته حين يكبر أو للسيطرة عليه فلا يخرج عن طوع الأم، وهذا الطقس يعود تاريخه إلى أسطورة خرجت من جنوب الصعيد، لتحكي معاناة زوجة كي تنجب استسلمت للوصفات بدءاً من زيارة الأولياء الصالحين، مروراً بطقس الخضة، كما فعلت سناء جميل في مواجهة القطار في فيلم الزوجة الثانية امتثالاً لوصفة الخالة نظيمة الداية، حتى وصل منتهاه إلى فعل “الكحروتة” ذلك التقليد البائس الذي تنقلب فيه المرأة على الأرض فوق قبور الموتى.