تجربة مدينة البرلس مع فن الشارع إتجاه جديد لدعم التشكيليين في مصر

تجربة مدينة البرلس مع فن الشارع إتجاه جديد لدعم التشكيليين في مصر
مدينة البرلس
https://www.sba7egypt.com/?p=182967
شيماء اليوسف
موقع صباح مصر
شيماء اليوسف

يعتبر “فن الشارع” الذي يتمثل في الرسم على الجدران هو الجد الأول للفنون جميعها، وتبدو علاقة الإنيان بالجدريات حميمة وقد نمت هذه العلاقة مع نضج الحضارات ذاتها، ويعرف المؤرخون ونقاد الفن والتشكيليون يقيناً أن الجدريات تعد معارض أبدية سواء كانت في قلب مغامرات جبال الصين يتقرب بها الرهبان إلى آلهتهم أو على حوائط مقابر الفراعنة يدونون بها سير الراحلين التي تنتظرهم حين يبعثون أو فوق الشواهد المعمارية الكثيرة التي عرفتها حضارات القارات جميعها.

 

لم تعد الجدريات “فن الشارع” أسيرة للتاريخ والحضارات القديمة فقد عادت للظهور على أكثر من نحو، حين رسم فنان الشارع أي الفنان الشعبي، آيات الترحيب اللوني بالعائدين من الحج إلى بيت الله على واجهات البيوت وقد برع فنانو الجرافيتي المغمرون والمعروفون في صبغ الجدران بالأفكار الثائرة، ويمثل فن الشارع، رحلة بصرية جديدة على طريق الحرير التشكيلي.

وتعد مدينة برج البرلس بمحافظة كفر الشيخ، التي يحيطها البحر المتوسط وبحيرة البرلس، واحدة من المدن التي استقبلت ملتقى البرلس للرسم على الحوائط والمراكب، وقد كانت فعالية ثقافية تتواصل مع محيطها المجتمعي وتعبر عن حدودها الجغرافية وتعلي من قيمة الفن نفسه.

وتمثل مدينة البرلس مسقط رأس الفنان التشكيلي المصري عبدالوهاب عبدالمحسن، وقد قام بتحويا المدينة إلى مرسم مفتوح بفضل ملتقى الجدريات الذي أقيم عام 2014م، الذي شارك فيه ما يقرب من 15 تشكيلياً واختير موعد افتتاحه متزامناً مع العيد القومي لمحافظة كفر الشيخ وشارك الفنانون أطفال مدينة البرلس في الورش الفنية لمدة أسبوعين.

لم تبتهج الجدران وحدها ولم ترقص المراكب على أنغام اللون فحسب بل عم شعور الفرح وجوه الجميع وأصبح للفنانين عائلات وأطفال يتابعون ريشاتهم وهي تعيد صياغة الحياة يوماً تلو الأخر، وتنافس الصيادون في جذب الفنانين الذين تطوعوا لتغيير وجه المدينة.

كانت شهرة مدينة البرلس، باحتراف أهلها للصيد جعلت عدداً من القرى الصغيرة أساساً للثروة السمكية مثل قرى البنائين وسوق الثلاثاء والشوش والوهيبة والشرفا.

قبل أن تصبح البرلس مدينة لقد كانت قريو صغيرة ذاع اسمها بعد معركة بحرية شهدها شاطئ بحيرة البرلس، عام 1956م، بدأت بمهاجمة بوارج تقودها البارجة الفرنسية جان بارت، أول سفينة مزودة برادار في العالم ومدمرة بريطانية مدعومة بالطائرات الحربية.