كوميديا الأمراض النفسية في السينما المصرية

كوميديا الأمراض النفسية في السينما المصرية
فيلم اللمبي
https://www.sba7egypt.com/?p=190227
شيماء اليوسف
موقع صباح مصر
شيماء اليوسف

ظهر العديد من الفنانات اللاتي تمكن من تجسيد الأدوار النفسية في الألفية الثالثة، بصورة مغايرة لأقرانهن في حقبتي الثمانينيات والسبعينيات خلال القرن الماضي، مثل حنان ترك في فيلم “أحلام حقيقية” وبسمة في فيلم “زي النهاردة” وهند صبري في “أسماء” حيث جسدت بوعي الحالة النفسية لمريضة إيدز يرفضها المجتمع وتعاني التهاب المرارة فتحتاج إلى إجراء جراحة عاجلة لاستئصالها لكن الاطباء يرفضون إجراء العملية خوفاً من عدوى الإصابة بالإيدز.

 

جاءت هذه الأدوار وغيرها مختلفة تماماً عن الأدوار التي جسدتها فنانات أخريات في حقبة الثمانينيات على الرغم من براعة الأداء والتعبير الصادق عن المرأة المأزومة نفسياً لكل من الفنانة شريهان في فيلم خلي بالك من عقلك، مع عادل إمام ونبيلة عبيد في توت توت، مع سعيد صالح وقبلهما بمدة طويلة الفنانة شاديى التي ادت دور سيدة مصابة بانفصام في الشخصية في فيلم عفريت مراتي مع صلاح ذو الفقار، حيث مزجت بين الأداء الكوميدي والتجريدي.

تفاوتت شخصية المريض النفسي لدى فناني الكوميديا بشكل حاد، فمثلاً عند محمد سعد، لا يتم طرح حالة النرض النفسي باعتبارها موضوعاً يمكن الاتكاء عليه من أجل الكشف عن قيم إنسانية ما انما يصبح المرض النفسي مادة للفكاهة والاضحاك هكذا جاء فيلم اللي بالي بالك، وفيلم كركر، الذي يتعرض فيه البطل لحادث صعق كهربائي يؤثر في حالته العقلية فلا يصبح المرض العقلي إشكالاً إنسانياً كاشفاً بقدر ما يضحى مبرراً هزلياً للإضحاك.

يعد أحمد حلمي أحد الممثلين الكوميديين القلائل الذين أولوا البعد النفسي اهتماما خاصاً واستطاعوا أن يجسدوه في عديد من الأفلام مثل آسف على الإزعاج و1000 مبروك، وعلى جثتي، وتعد هذه الأفلام إضافة حقيقية للسينما الجديدة فهي ترصد علاقة الشخص المصاب نفسياً بالآخرين في أطوار استثنائية من خلال الوقوف عند الحالة النفسية ومراقبة هواجسها وأوهامها ومزاعمها وأحلامها.