فقد الأحبة غربة – كيف اختلفت غربة الحبيب عند الشاعر محمود درويش ؟

فقد الأحبة غربة – كيف اختلفت غربة الحبيب عند الشاعر محمود درويش ؟
الشاعر محمود درويش
https://www.sba7egypt.com/?p=186732
شيماء اليوسف
موقع صباح مصر
شيماء اليوسف

يختلف الشاعر محمود درويش، عن الشعراء العرب في مسألة القرب المكاني أو الجغرافي من المحبوب فقد أجمع القدماء منهم على أن قرب الدار خير من بُعدها، أي أن الإقامة قرب الحبيب تظل أفضل من الإقامة بعيداً عنه.

 

وقد انتقل هذا المبدأ إلى الشعر العربي المعاصر والحديث فاستقر وصارت له قوة القضية المضيفة كما يقول أهل القانون، لكن الشاعى الفلسطيني، أدلى برءي يخالف هذا المبدأ إذ ذكر مرة في حوار له، أنه يفضل ألا يعيش مع حبيبته في بيت واحد كما يفضل ألا يعيش معها في مدينة واحدة معللاً ذلك بأن “شرط الحب هو التقرب والحنين وعدم الامتلاك الكامل”.

لم يوضح الشاعر محمود درويش، المدينة التي يتعين على المحبوبة أن تقيم فيها فهل تقع هذه المدينة في البلد الذي يقيم هو فيه أم في بلد آخر؟ وتحديد ذلك ضروري لاسيفاء موضوع الترقب والحنين وعدم الامتلاك الكامل.

ذلك أن الحبيب كلما ابتعد ونأت داره صفق جناحا الشوق أكثر ومعهما جناحا الشعر ولمت سواء كانت مدينة الحبيب قريبة أو بعيدة، فإن الشاعر يخالف تراث الألفة عند العرب القدماء وعند غيرهم أيضاً، وهو ترلث يضيق بالبعد ويندد به.

يدعو الشاعر محمود درويش، إلى الوحدة في المنازل كما في المدن ولا يرى في اللقاءات العابرة ما يشفي العلة أو ينقع الغلة، والغاية المبتغاة هي امتزاج المحبوبين جسداً وروحاً كما يقوى ابن الرومي، في قصيدة له، ولا يمكت لهذه الغاية أن تتحقق إلا في تلازمها منزلاً ومدينة.

تنبه الشاعر محمود درويش، إلى صعوبة ما يطلبه بل إلى استحالته فأضاف أنه لا يستطيع أن يقترح مطالبه الشخصية هذه كحل عام، والواقع أن ما يقترحه ليس حلاً بل مسودة قصيدة رومانسية من نمط غير مألوف وغير قادر على التسلل إلى واقع الإنسان ووجدان العاشق.

تعرف على أهمية غابات الأمازون وأسباب حرائقها وطرق مقاومتها