رائد الحرف التشكيلي في الوطن العربي حكاية رافع الناصري

رائد الحرف التشكيلي في الوطن العربي حكاية رافع الناصري
رافع الناصري
https://www.sba7egypt.com/?p=192477
شيماء اليوسف
موقع صباح مصر
شيماء اليوسف

في الكتابة عن الفنان رافع الناصري تجربة إبداعية ومنجز فني، لا نستطيع الفصل بينه فكراً وتفكيراً، وبين فنه الذي حما إلى هذا العالم رؤية لا تنفصل هي الأخرى، عن هذا كله كما لا تنفصل عن بيئته المكانية الأولى التي كان منها منطقة التكويني.

 

فإذا كانت حقبة ستينيات القرن الماضي التي ظهر فيها فناناً حيث أقام معرضه الأول في بغداد عام 1965م، ومارس عمله الفني بروح إبداعية مجددة حقبة تغيرات جذرية في الفن، كما في الشعر والقصة صعوداً إلى المسرح والرواية فهي الحقبة ذاتها التي فتحت من آفاق الحداثة والتجديد فضلاً عن المعطيات المكانية ما جعل مسألة التفرد بالرؤية والأسلوب من خصائص أعمال فناني هذه الحقبة.

لقد جاءت تجربة رافع الناصري، في استخدام الحرف استخداماً تشكيلياً من رغبته في تكويم لوحة تجريدية ذات ملامح خاصة به، وكان تحوله إلى الأسلوب التجريدي الدافع الأكبر له باتجاه الحرغ بل يؤكد أنه وجد في الحرف وهو يوظفه في بناء عمله الفني، تميزاً وخصوصية مع ملاحظة أن الحرف في أعماله ليس عنصراً مضافاً إلى التكوين ولا هو قيمة زخرفية بل هو عنصر خطي نابع من صلب التكوين ومركز يتمحور حوله الموضوع.

يربط رافع الناصري، توظيفه الحرف تشكيلياً بانتقاله عام 1967م، من الواقعية إلى التجريدية وقد حصل ذلك في الغربو إذ وجد أن الحرف العربي أخذ يحيله فناناً إلى حالة روحية، ليأخذ نزوعه هذا بالتركيز التدريجي بل وجده يعطيه نوعاً من الأسلوبية إلا أنه في الوقت ذاته وجد أن التجربة التشكيلية مع الحرف لا تعطي الكثير.

كان العمل الفني عند رافع الناصري، حركة حواس، فهناك البصر النافذ في عمق الأشياء المرتقي بها لوناً من الأرض محدودة الأفق، إلى سماء مفتوحة يتدرج فيها اللون حتى ينتهي عند نهايتها وهناك السمع أيضاً، الذي تتطلع إليه الأصوات في نغمات أقرب إلى الموسيقى بما يجعل للون إيقاعاته على سطح اللوحة.