الخطاب الروائي والسينمائي بين جدلية الاتصال والانفصال

الخطاب الروائي والسينمائي بين جدلية الاتصال والانفصال
السينما
https://www.sba7egypt.com/?p=193626
شيماء اليوسف
موقع صباح مصر
شيماء اليوسف

تتلاقى السينما مع الرواية في الركائز والأسس الكبرى التي تتمثل في عناصر الخطاب السردي وهي الشخصيات والأحداث والزمان والمكان والحوار، إضافة إلى أن كلا الخطابين يمثل ترجمة للواقع ورؤية للعالم وتصوراً للحياة واستحضارا للعناصر التاريخية والاجتماعية والنفسية كل حسب طريقته ونوعية أدائه.

 

كما أنهما يمزجان رؤيتهما بعنصر التخييل الذي يمثل ركيزة أساسية في البناء الفني والجمالي، ولكن الاختلاف والتباين يكمنان في خصوصية المجالين وطبيعة التعامل مع هذه العناصر فالسينما حتى وإن توفرت على كل مقومات الخطاب السردي إلا أن خصوصية المجال تفرض تعاملاً مغايراً يستلزم عناصر فنية تترجم اللغة إلى الصورة والأسلوب إلى تقنية وإذا كان القارئ يجد الحرية الكاملة للتوسع والامتداد في عالم الخيال وإعادة بناء المقروء الذهني في عالم الرواية فإن العرض السينمائي لا يترك هذه المساحة بالنسبة للمشاهد.

لطالما أنه يفرض عليه نمطاً جديداً مجسداً معروضاً من طرف المخرج الذي يختار الهيئة المناسبة لتصوره ورؤيته الفنية فيحولها إلى فيلم سينمائي يترجم هذه الرؤية وانطلاقاً مما سبق يتبين أن الرواية والسينما تجمعهما علاقة وطيدة تجعلهما يشتركان في مجموعة من الخصائص والمميزات الأخرى التي تضاف إلى العناصر البنائية السردية.

تتجه السينما والرواية في مخاطبتهما إلى الجمهور الواسع مما ينتج عنه ما يسمى بثقافة الجماعة بعكس الرسم أو الشعر مثلا اللذين يتوجهان في خطابهما إلى نوع معين من الجمهور “أقلية” مما يخلق معه ثقافة النخبة.

تلبي السينما والكتاب رغبة واحدة وآنية في الوقت نفسه رغبة حب الاستطلاع الفوري، فمن يشاهد فيلماً كمن يقرأ رواية فكلاهما قراءة ومشاهدة في الوقت نفسه إذ أن الصورة المرسومة على الشاشة في حد ذاتها قراءة ذهنية سريعة ومتتالية لمجموعة من الصور المتحركة التي تعبر عن حالة ما أو عدة حالات في مشاهد قد تقصر أو تطول نفس الشيء يكاظ يقع بالنسبة للكتاب.