أسرار خلف برامج الطبخ كيف استغلها صُناع القرار السياسي ؟

أسرار خلف برامج الطبخ كيف استغلها صُناع القرار السياسي ؟
برامج الطبخ
https://www.sba7egypt.com/?p=185207
شيماء اليوسف
موقع صباح مصر
شيماء اليوسف

إذا كانت السياسة هي فن الممكن وإذا كانت القاعدة الثابتة في السياسة هي أنه لا ثوابت في السياسة، فإن السياسة حاولت استغلال الجماهيرية العريضة للطاهي في الترويج للمواقف السياسية المختلفة وبخاصة في فترات الأزمات والتخبط السياسي حيث بدأ الطاهي مغازلاً مشاعر جماهيريه ومروجاً في الآن ذاته لمذهب سياسي محدد يتم اختزاله في شخص أو مجموعة أشخاص تحت شعار مسكوت عنه مفاده “أنا أطهو إذن أنا ومذهبي السياسي موجودان”.

 

يبدو أن وعي أصحاب القنوات الفضائية بحكم تمرسهم في مخاطبة ذهنية الجماهير بطبيعة جمهورهم كان هو العامل الحاسم في اختيار الاعتماد على هذه النوعية من البرامج في هذه الفترة التاريخية التي تمر بها عديد من البلاد العربية فقد أدرك القائمون على القنوات أن المتلقي العربي وبخاصة في دول الربيع العربي يشعر بإحباط شديد من جراء النزاعات السياسية التي لم يعتدها بحكم ميراث تاريخي ثقيل كان ينظر إلى مشاركة المواطن في الحركات السياسية بوصفه أمراً ديكورياً أو شكلياً ألفى هذا المواطن المنفي خارج دائرة السياسة لعقود طويلة غارقاً في لججها وبفضل محدودية خبرته السياسية شعر بالسعادة لمشاركته في هذا الأمر الجديد في بدايته.

تأتي برامج الطهي التليفزيونية لتحقق الهدف المبتغى ليست على مستوى المتلقي النافر من لعبة السياسة وجدلها وصخبها فقط، ولكن أيضاً على مستوى خدمة مصالح أصحاب المواقف السياسية ممثلين في أصحاب بعض هذه القنوات المتغلغلين في السياسة المتعلقة بمصالح اقتصادية.

إن هذه العلاقة الحميمة بين السياسة والطهي تطرح مزيداً من التفسيرات حول مصطلح ” المطبخ السياسي” الذي حاولت سطوته التداولية دون فهمه بعمق في ضوء علاقة التداخل والتشابك بين هذين العالمين الذين مهما بدا بعدهما فهما قريبان إلى حد التشارك.