إن المجتمع العثماني شهد تطورات عديدة خلال ستة قرون وربع القرن في الفترة من ١٢٩٩-١٩٢٤ عمر الدولة العثمانية وإن كان يصعب رصد تفصيلات هذا التطور خلال هذه الفترة الطويلة إلا أنه يمكن رصد السمات العامة لهذا المجتمع وهي كالتالي:
اعتنق العثمانيون المذهب السني أحد مذاهب الإسلام وأصبح مذهب الدولة الرسمي هو الإسلام السني على مذهب أبو حنيفة النعمان ومن ثم إحتل علماء السنة مختلف وظائف المؤسسات الدينية الرسمية من افتاء وقضاء وتدريس وأوقاف.
ووقفت هذه المؤسسات موقفا جامدا متشددا من الحضارة الأوروبية الحديثة كما ظهر تشدد هذه المؤسسة ضد الديانات غير الإسلامية وتمسكوا بتقسيم المجتمع إلى مسلمين وذميين وعاملوا أهل الذمة باستعلاء.
مما أدى إلى انتشار الفتن الطائفية كذلك وقفت المؤسسة الدينية رافضة الطرق الصوفية وكل فرق الدراويش واعتبرتعم خارجين عن الإسلام غير أن المؤسسة الدينية السنية اعتنقت كثيرا من أفكار الخرافات واعتقدوا في بركات الأولياء والإيمان بالسحر والطالع ومعجزات الأولياء وكل ما يحفل به الإسلام الشعبي من معتقدات خرافية.
