يعد حب المصريين في الوظيفة الحكومية يعود إلى الجذور التاريخية في مصر الفرعونية فالنظام السياسي الفرعوني كان نظاما يتمتع بالمركزية الشديدة التي تولدت من تنظيم مياه النهر والري والسدود وحمايى البلاد من الفيضان وحمايتها من جفاف النهر.
كان للفرعون المصري سلطات استبدادية واسعة لتحقيق الامن للبلاد فكان وضعه في مصاف الألهة يعاونه جهاز وظيفي اداري شديد القوة تمتع هؤلاء الموظفين بصلاحيات واسعة النطاق في أعمالهم ومن هنا تمتع موظف الحكومة بالهيبة والاحترام في نفوس الشعب فكان الموظف في مصر القديمة هو سيد الناس، واستمر هذا الموروث التاريخي كما كان في كل دول العالم مستمرا في جميع العصور.
ترسخ التعليم للتوظيف في أذهلن المصريين وخاصة بعد أن حافظت الطبقة التي تملك الثروة على تعليم أبنائها للحصول على الوظائف الحكومية فدائماً الذي يملك الثروة يبحث عن السلطة ونتيجة طبيعية لعزله المجتمع المصري عن العالم الأوروبي وحضارته الحديثة وثورته العلمية تحت الحكم العثماني الديني المنغلق على الذات.
ورفض الحداثة والنهضة الأوروبية ظل الناس يفضلوت التعليم الديني على المدني لعدم ادراكهم أهمية الفوائد الفكرية في بناء الإنسان وتعليم الخبرات في هذه العلوم من طب وهندسة وطب بيطري إلى غير ذلك.