ديكارت مبتكر الهندسة التحليلة هل كان ملحدا ؟

ديكارت مبتكر الهندسة التحليلة هل كان ملحدا ؟
الفيلسوف والعالم الفرنسي رينيه ديكارت
https://www.sba7egypt.com/?p=183763
شيماء اليوسف
موقع صباح مصر
شيماء اليوسف

ابتكر الفيلسوف والعالم الفرنسي رينيه ديكارت، الهندسة التحليلة التي شكلت الأرضية الرياضية للبناء الصحيح للمعرفة العلمية، ويرجع إليه الفضل في إحداث الإنتقالة الكبرى من الفلسفة إلى العلم التطبيقي، ولهذا يستعرض “صباح مصر” نشأة وانجازات ديكارت العلمية.

 

ولد رينيه ديكارت، في فرنسا عام 1596م، من أسرة من صغار النبلاء من أصل هولندي وتلقى تعليماً دينياً وفلسفياً ثم درس الرياضيات والفيزياء، وبعد تخرجه في جامعة بواتييه التحق بالجيش الهولندي الذي كان مدرسة آخرى له ثم تفرغ بعد ذلك لعمله العلمي منذ 1622م، حيث استقر في هولندا حتى عام 1943م، بعد أن دانت جامعة أوتريخت فلسفته ضمن الحملة على كل من قال إن الأرض ليست مركزاً للكون فانتقل إلى فرنسا ثم السويد وتوفى عام 1649م، في استوكهولم.

عندما غادر ديكارت، إلى ألمانيا عام 1619م، التقى بالطبيب والفيلسوف الألماني إسحق بيكمان، الذي اتفق معه على تطبيق المنطق الرياضي على الفلسفة والميتافيزيقيا وتطبيق الميتافيزقيا على المنطق الرياضي في محاولة للإجابة عن السؤال الكبير:” هل الوجود حولنا”؟ وكذلك نحن بملكة العقل التي نملكها نعيش وجوداً حقيقياً أم هو وجود يمثل نوعاً من الحلم؟

كانت هنا محاولة ديكارت، لإثبات أن وجود الإنسان حقيقي وليس زائفاً كالحلم باستخدام المنطق الرياضي الذي لا يقبل الخطأ، مبتدئاً من النقطة المحورية للفلاسفة المثاليين وهي الشك بالوجود الحقيقي.

بدأ ديكارت، بالشك في الوجود المادي وبمصداقية ما تقول الحواس وهكذا تجرد عن كل وجود واقعي ولكن من الذي يقوم بالشك؟ أليست ذاتاً حقيقية التي تشك؟ نعم هناك وجود لذات تشك في وجودها وهذه الذات هي أنا .. أنا اشك إذن أنا موجود.. ومن يشك .. ذلك هو العقل، ومادته الفكر.. إذن أنا أفكر إذن أنا موجود.

استمر ديكارت، في استخدام المنهج ليتوصل إلى أكبر حقيقة نعيشها في حياتنا وهو وجود الخالق سبحانه وتعالى وقد ذكرها في كتابه “التأملات في الميتافيزيقيا” فيرى أن اليقين من وجود الذات المفكرة من خلال مبدأ الكوجيتو، هو بالتأكيد الذي سيقود إلى فكرة وجود خالق، لأن وجود الذات المفكرة النسبية الوجود وهي المحدودة بالزمان والمكان يقودنا إلى حتمية وجود الذات المطلقة وهو الله سبحانه وتعالى، يقول ديكارت: “إن إلهاً أعلى أبدى لا متناه كلي العلم والقدرة وخالق كل شيء: يجسد حقيقة موضوعية في ذاته بما لا يقارن مع تلك العناصر المتناهية”.