خفايا الحياة السياسية للحرب العالمية الأولى

تفجرت الحرب العالمية الأولى عام 1914م، وعاش العالم بأسره السنين الأربع الرهيبة التي طغى فيها طوفان الدماء بشكل لم تشهظ الإنسانية له مثيلاً من قبل في تاريخها الطويل وإن كانت ستشهد طوفاً دموياً آخر أبشع منه بعد فترة وجيزة من عمر الزمن.

تمثلت نتائج الحرب العالمية الأولى في اختفاء عدد من الرؤوس المتوجة والشخصيات البارزة عن المسرح السياسي الأوروبي، الاحتياج الشديد الذي أصاب الرءي العام الأوروبي والذي جعل حمى الحرب تسري إلى كل مكان.

قتل على إثر الحرب العالمية الأولى امبراطورة النمسا واغتيل الملك هيرت ملك إيطاليا، واغتيل ماكينلي رئيس الولايات المتحدة واغتيل الفراندون سرجيوس عم قيصر روسيا، واغتيل نلم البرتغال وولي عهده.

كان السلاح الرئيسي الذي اختير لتنفيذ المؤامرة هو نفس السلاح القديم الذي أثبت مضاءه في الثورة الفرنسية وفي روسيا القيصرية التشهير والتلطيخ، عن طريق النادي الزجاجي، وتمكن المشرفون عليه من ضم عدد كبير من سيدات وآنسات المجتمع البريطاني إلى هذا النادي.

لم تكن لأمريكا مصلحة حقيقية في دخول الحرب العالمية الأولى وكان الرءي العام الأمريكي كله انعزاليا يريد لبلاده ان تقف بعيداً عن النزاعات الاستعمارية الأوروبية التي كان الشعب الأمريكي ينظر لها بعين النفور والحذر إذ لم يكن قد نسى بعد، حرب الاستقلال التي خاضتها بلاده ذاتها ضد الاستعمار البريطاني ولكن شيئاً ما جديداً طرأ على الموقف بعد استلام الكتلة الصهيونية الحكم في بريطانيا وسبب دخول أمريكا في الحرب دون أن يكون لرأي شعبها كله وزن في تقرير مصيره.