تاريخ وحكايات المقاهي الأدبية في فرنسا

تاريخ وحكايات المقاهي الأدبية في فرنسا
المقاهي
https://www.sba7egypt.com/?p=192406
شيماء اليوسف
موقع صباح مصر
شيماء اليوسف

تميزت المدن الأوروبية القديمة مثل باريس ولندن وامستردام منذ عصر النهضة بظهور ما يسمى بالمقاهي الأدبية وقد شهدت هذه الظاهرة انتشاراً واسعاً خلال القرنين التاسع عشر والعشرين.

 

باتت هذه المقاهي المكان المفضل الذي يرتاده كبار الأدباء والشعراء والمفكرين والفنانين غير أن مقاهي باريس ليست مجرد مكان للجلوس واللقاء والحديث فقط بل هي أحد أبرز التعبيرات في فرنسا.

من ضمن المقاهي الأدبية حول العالم، مقهى نيويورك في بودابست، مقهى فلوريان في البندقية، مقهى سنترال في ڤينيا، مقهى إمبريال في براغ، مقهى دي لابيه في باريس، مقهى ماجستيك في بورتو، ومقهى كونفيتاريا كولمبو في ريو دي جانيرو، وكذلك مقهى كامبرينيوس في نابولي وغيرهم.

تشكل المقاهي الأدبية في باريس، جزءاً لا يتجزاً من المشهد الباريسي ومن حياة البارسيين وعاداتهم اليومية ومن تراثهم وتاريخهم لكونها واكبت تطورهم السياسي والفكري والاجتماعي منذ القرن الثامن عشر، إلى درجة أنه يقال عن باريس إن فيها ما بين المقهى والمقهى مقهى أخر.

لا يوجد كاتب فرنسي أو أجنبي عاش في باريس لم يكتب عملاً أدبياً من أعماله في مقاهي فرنسا الأدبية، ونذكر سيمون دي بوفوار، التي كانت تكتب أعمالها في مقهى سيليكت، وكذلك كان إرنست هيمنجواي يكتب قصصه القصيرة في مقهى غلوسري دي ليلا.

انطلقت من المقاهي الأدبية في فرنسا، المدارس الواقعية الاجتماعية في الأدب والمنطقية والوجودية في الفلسفة واشتهرت هذه المقاهي بسبب ارتباطها بالتيارات الفكرية التي شهدتها فرنسا في تلك المرحلة الذهبية من تاريخها الأدبي والفكري والفني.

كان أول المقاهي الأدبية في فرنسا، مقهى لاموموس، في منطقة سان جيرمان وكان من أهم رواده بودلير والرسام مانيه، وكان من أبرز الظواهر الثقافية في هذه المقاهي ظهور الحكواتية وهم نقلوها من عن طقوس الشرق والمقاهي العربية الأصيلة وهناك عدد من الفنانين العرب نقلوا حكايات ألف ليلة وليلة بطرق مسرحية مشوقة ومنهم المسرحي العراقي سعدي يونس البحري.