الفرق بين السجع والجناس

الفرق بين السجع والجناس
الفرق بين السجع والجناس (1)
https://www.sba7egypt.com/?p=598058
عمرو عيسى
موقع صباح مصر
عمرو عيسى

ما الفرق بين السجع والجناس؟ وما أهميتهما؟ يُعد علم البديع أحد أقسام البلاغة العربية والتي تهتم بالكلمات من الناحية اللفظية والمعنوية، حيث إن لها دور في زيادة جاذبية ألفاظ القصيدة، من خلال جذب المُستمع وإثارة الذهن وتنقسم المُحسنات البديعية إلى العديد من الأقسام من أبرزها السجع والجناس فما تعريف كُل منهما وهل يدلان على نفس المعنى أم أن هُناك فارق بينهما، يُمكننا التعرف على ذلك من خلال الموضوع.

الفرق بين السجع والجناس

يُعد الجناس والسجع من المُحسنات اللفظية التي تندرج تحت علم البديع والتي تهدف إلى تزيين الكلام وتحسينه لفظيًا الأمر الذي يكون له تأثير معنوي على الكلمة أيضًا، بالرغم من التشابه الكبير بينهما إلا أن هُناك بعض الفروق بينهما، ويُمكن التعرف على الفرق بين السجع والجناس من خلال ما يأتي:

1- الجناس وأنواعه

هو أحد أبرز المُحسنات اللفظية ويُمكن تعريف الجناس على أنه كلمتان تتشابهان في اللفظ في نفس الجُملة، كما يُمكن تعريفه أيضًا على أنه كلمتان تتشابهان في النُطق والاختلاف في المعنى، ويُمكن أن يُطلق على الجناس مُجانسة أو تجانس أو تجنيس، هُناك نوعين من الجناس، وينقسم كُل نوع منهما إلى فروع أخرى، ويُمكن التعرف على أنواع الجناس عامة من خلال الآتي:

  • الجناس التام: أحد أنواع الجناس والتي لا بُد من أن تكون الكلمات مُتشابهتان في الحروف وعددها وهيئتها وترتيبها بحيث يتفقان لفظيًا بشكل كامل، ويختلفان في المعنى الذي يُمكن معرفته من خلال ضبط الكلمة.
  • الجناس الناقص: يُطلق عليه أيضًا جناس غير تام، وتختلف فيه الكلمتان في واحدة من الأمور التالية: الحروف أو عددها أو هيئتها أو ترتيبها بحيث يكون الفرق بين الكلمتين هو زيادة حرف أو أكثر في بداية الكلمة أو وسطها أو آخرها عن الأخرى.

مثال الجناس: قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (اللهم حسن خُلْقي كما أحسنت خَلقي)، حيث إن لفظ “خلقي” الأول يعني بالمظهر، أما “خلقي” الثانية تعني: الأخلاق، فيندرج هذا الجناس تحت “الجناس التام”؛ نظرًا لاتفاق الكلمتين في الحروف واختلاف المعنى.

اقرأ أيضًا: شرح اعمال اسم المفعول بطريقه سهله و مبسطه مع التدريبات

2- أنماط السجع

السجع موجود بشكل أساسي في الشعر والنثر والجُمل التي تتركب من مقطعين فأكثر، ويتواجد السجع في الكلمتين الأخيرتين من كُل جُملة، ويُعرف بأنه اتفاق الفاصلتين “الكلمتان الأخيرتان في الجُملة” في القافية دون الوزن أو في القافية والوزن، يُعتبر السجع أحد المحسنات اللفظية، ويتواجد في الشعر والنثر في حالة تشابه الحروف الأخيرة من كُل كلمة متواجدة في نهاية المقطع وينقسم السجع إلى أنماط مُتعددة تتمثل في الآتي:

  • السجع المتوازي: أحد أنواع السجع والذي يكون فيه اللفظان في آخر كُل جُملة مُتفقين في الوزن والقافية.
  • السجع المطرف: يُعد فيه اللفظان الأخيران في كُل جُملة مُختلفين في الوزن والقافية.
  • السجع المرصع: تكون الكلمة الأخيرة في كُل فقرة تتكون من مقطعين، يتفق البعض منها أو كُلها في الوزن والقافية.

مثال على السجع: قوله تعالى: “أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا” (سورة النبأ)؛ حيث نجد السجع في قوله “مهادًا”، “أوتادًا” ويُعد من السجع المُطّرف نظرًا للاتفاق في القافية والوزن، يُمكن اختصار الفرق بين السجع والجناس في الجدول التالي:

السجع الجناس
يوجد السجع في جُزء من الكلمة الكلمة كاملة
اتفاق الكلمتين في الوزن والقافية الاتفاق في عدد الأحرف ونوعها وهيئتها وترتيبها
سجع متوازي، مرصع، مُطرف جناس تام، ناقص

أهمية السجع والجناس

بالرغم من الفرق بين السجع والجناس إلا أنها يُعدان من المُحسنات البديعية، ولهما نفس الأهمية التي تتمثل في جذب انتباه القارئ والسامع والاستمتاع بالألفاظ التي تحتوي عليهما؛ نظرًا لما تحويه من نغمة مُوسيقية، كما أنه كُلاً منهما يدخلان في الشعر والنثر فيُضيفان إليه مظهر جمالي مُحبب لأذن المُستمع، بالإضافة إلى إضافة الخفة للجُملة، ويدخُلان في ألفاظ القُرآن الكريم فيجعلان قراءة القُرآن وتجويده أسهل.

تُعد المُحسنات البديعية من البلاغيات التي تهتم بالألفاظ وجمالها وتنقسم إلى العديد من الأقسام المُختلفة والتي من بينها السجع والجناس.