أسباب سقوط الدولة العثمانية

أسباب سقوط الدولة العثمانية
https://www.sba7egypt.com/?p=598133
عمرو عيسى
موقع صباح مصر
عمرو عيسى

ما هي أسباب سقوط الدولة العثمانية؟ وعلى يد من كانت نهايتها؟ إن الدولة العثمانية من الدول التي زادت رقعتها وازدهرت في بدايتها، إلى أن جعل جيشها العالم كله يهاب اسمها، لكن لأن القوة لا تدوم للأبد، والحاكم القوي يأتي بدلًا منه الكثيرين، فيمكن وقتها أن تتغير قدرة الدولة على الصمود، لذا تاليًا سنعرفك بالتفصيل على ما حدث مع الدولة العثمانية.

أسباب سقوط الدولة العثمانية

السلطان سليمان القانوني.. الأسطورة الحربية التي لم تتكرر كثيرًا، هو الذي كان السبب في ازدهار الدولة العثمانية، حتى زلزل الأرض بجيوشه، لكن في عام 1566 توفي السلطان العظيم، ومن هنا بدأ الاضمحلال شيئًا فشيئًا، ولم تكن وفاته وحسب هي السبب، بل تعددت الأسباب وهي:

  • التوقف عن الجهاد في سبيل الله الذي كان هو شغل سليمان الشاغل، هو الذي جعل التوسع يقف، لقد كان آخذًا مسألة الفتح ودعوة الشعوب إلى دين الله على عاتقه، وهذا بالمثل وسّع رقعة حكمه، إلا أن التوقف عن ذلك جمد النمو في البداية ثم أدى إلى خروج البلاد التي كانت تحت الحكم عن السيطرة.
  • في السابق كانت الناس تهتم بتعاليم الدين بسبب وجود الحاكم العادل، إلا أن بعد وفاته لم يعد يتبقى إلا البعد، فقد بدأ الناس ينحرفون عن الشريعة الإسلامية، الأمر الذي أدى إلى انشغالهم بأمور الدنيا فباتت بلادهم ضعيفة.
  • كان السلطان سليمان يُلقب بالقانوني لأنه كان من أعدل الناس في زمانه، وبعد وفاته لم يعد للعدل مكان، بل ساد الظلم، فشاع النهب والقتل والاعتداء، وبات أهل مصر والشام والحجاز في صراع مع ظلم السلطة، حتى انتصر الله لهم بسقوط الخلافة.
  • التوريث في المناصب ليس عدلًا على الإطلاق، فمن له القدرة هو فقط من يحكم، إلا أنه ليس هذا ما كان يحصل، فليس فقط المناصب السياسية بل التدريس والفتوى والإمامة، فأصبح الدين مُميع، وأحكامه في يد من ليس لديهم الأهلية ولا الثقة.
  • في الوقت الذي بدأت فيه الصناعة تجتاح أوروبا كانت الدولة العثمانية لازالت تعتمد على الزراعة، الأمر الذي جعلها ذات قوة أقل، والانتصار عليها سهلًا لضعف مواردها.
  • كان التماسك بين أركان الدولة ضعيفًا للغاية، فلم يكن هُناك أي تناغم بين المسؤولين في الدولة، حتى أن الولايات الصغيرة انقسمت كلٌ منها في جهة.

سقوط الدولة العثمانية

رغم التأخر الذي وصلت له، بالإضافة إلى التهتك الداخلي كانت الدولة صامدة، تنحرف الأقاليم من هنا والدول من هناك، إلا أن الدولة لازالت قائمة، إلا أنه في عام 1326هـ تم الاعتراض على حكم السلطان عبد الحميد، وكانت نتيجة ذلك أن سيطرت أوروبا على بعض الأراضي التي كانت ملكًا للدولة العثمانية.

انقسم الجميع، فكان هناك الفيلق الأول والثاني والثالث، وقد بذل السلطان عبد الحميد الكثير من الجهد كي يلملم شملهم، لكنه فشل ولم يعد الأمر في يديه، ثم تولى بعده محمد الخامس الحكم وكانت الدولة تحتضر إلا أنها لازالت قائمة، وتوالت الحروب في عهده على أراضي الدولة، لكن على الرغم من ذلك تم عقد مؤتمر في باريس عام 1913م والذي كان مفاده أن العرب راغبين في وحدة الدولة العثمانية.

أتت حرب الاستقلال والحرب العالمية مؤكدة على ضرورة سقوط الدولة، إلى أن أتى مصطفى كمال الذي استخدم عمله في الجيش كي يسقط الدولة من خلال خيانته وتحالفه مع إنجلترا التي كانت معادية للدولة العثمانية، وبهذا انتهت الخلافة في عام 1924م، ثم أقيمت الدولة التركية الحديثة على ما تبقى من الخلافة العثمانية، وأصبح المسار الذي يحكم به هو المسار العلماني.

أسباب سقوط الدولة العثمانية كثيرة، إلا أن أغلبها يتلخص في فقدان الدولة لحاكمها الذي لم ولن يتكرر عدله مرة أخرى.