قام محتجون لبنانيون بإغلاق الطرق في كل أنحاء لبنان بإشعال إطارات السيارات وإستخدام صناديق القمامة تعبيرا عن غضبهم الشديد لإنخفاض قيمة الليرة اللبنانية بشكل سريع حيث فقدت العملة اللبنانية ما يقرب من 70% من قيمتها مقابل الدولار منذ أكتوبر الماضي وتعد هذه هي الحالة الأسوء للإقتصاد اللبناني منذ نهاية الحرب الأهلية هناك .
وتعاملت قوات الامن اللبنانية مع المحتجين في محاولة منها لتفريقهم بإطلاق القنابل المسيلة للدموع أمام ساحة رياض الصلح ببيروت وذلك بعد إغلاق المتظاهرين للطرق بإشعال الإطارات مما أسفر عن إصابة 8 أشخاص .
وأدت الخسارة الشديدة التي حققتها الليرة بالأمس إلى إشعال غضب اللبنانيين وإتهامهم للسلطات بالفساد الذي أدى إلى تدهور حالة الإقتصاد بشكل سريع .
وأجتاحت المظاهرات اللبنانية كافة أنحاء البلاد من مدينة صيدا جنوبا وحتى مدينة طرابلس شمالا وسط هتافات مناهضة للنخبة السياسية وقطع للطرق الرئيسية في أكبر موجة من الإحتجاجات منذ بداية إجراءات الحظر العام للحد من تداعيات فيروس كورونا في مارس الماضي .
وذكر شهود عيان أن مدينة طرابلس شهدت إشتباكات بين المتظاهرين وقوات الامن نتيجة لإلقاء بعض المحتجين الزجاجات الحارقة على مبنى المصرف المركزي مما إضطر قوات الأمن لإطلاق قنابل الغاز لتفريقهم .
وشهدت السوق السوداء لتجارة العملة بلبنان إرتفاعا صارخا لسعر الدولار الذي تجاوز حاجز 6آلاف ليرة مقابل 1500 ليرة كسعر مصرفي بالبنوك ، مما أدى إلى أن الشركات توقفت عن تسليم البضائع خوفا من إنهيارات إضافية للعملة اللبنانية ، كما أشارت بعض التقارير الدولية على ان ما يقرب من مليوني لبناني سيفقدون أعمالهم خلال النصف الثاني من هذا العام .