شاعر تحرير الجزائر ورافع راية العروبة والإسلام حكاية مفدي زكرياء

شاعر تحرير الجزائر ورافع راية العروبة والإسلام حكاية مفدي زكرياء
https://www.sba7egypt.com/?p=189122
شيماء اليوسف
موقع صباح مصر
شيماء اليوسف

يعتبر الشاعر الجزائري مفدي زكرياء، مدرسة مستقلة في شعر النضال ومقاومة الاحتلال والإلحاق الثقافي والفكري الذي كان يبتغي سلخ الجزائر عن أصلها واجتثاثها عنوة عن محيطها العربي والإسلامي، شاعر تحرير الجزائر ورفع راية العروبة والإسلام، على أرضها ونجوعها هذا الشاعر الذي أحب الأدب والشعر والفن من صدر شبابه إلى جلال شيخوخته وبلوغه أرذل العمر.

 

ولد مفدي زكرياء، في يونيو 1908م، بمدينة بني يزقن في عمق الصحراء الجزائرية الوسطى، أدخله والده الكتاب ليحفظ القرآن وتعلم مبادئ اللغة العربية والفقه والحساب، وعندما بلغ السابعة من عمره مدينة عنابة التي تعد جوهرة الساحل الجزائري الشرقي.

قام والده بإرساله إلى تونس ليكمل تعليمه ثم انتقل بعد ذلك إلى الكلية الخلدونية فدرس مواد عملية مختلفة كالحساب والجبر والهندسة.

أثرت في شخصية الشاعر المناضل مجموعة من العوامل، كنشأته العربية الإسلامية الأصيلة مما ترسخ فيه حب الإسلام واللغة العربية والوطن، إضافة إلى إطلاعه الدائم على الصحف الواردة من المشرق العربي.

كانت نشأة مفدي زكرياء، في بيت عمه وتأثره بالزعيم التونسي عبدالعزيز الثعالبي مما رسخ فيه مبادئ خاصة بمسألة تحرير الوطن.

كما أن الجو الوطني الحار الذي كانت تعيشه “تونس” في عشرينيات القرن الماضي لاسيما بعد الحرب العالمية الأولى كان له دوره الكبير في التأثير على شخصية الشاعر المناضل.

ظل الشاعر مفدي زكرياء، يناضل بكل طاقته إلى أن استقلت الجزائر فعاد مرة أخرى إلى تونس حتى فضل الإقامة بها وطاب له العيش في ربوعها وعلى أديمها وفي هذه الفترة زار القاهرة ودمشق وبيروت.

ترك مفدي زكرياء، تراثاً أدبياً وفكرياً غزيراً وعلى الرغم من أنه اشتهر كشاعر فإن نتاجه النثري كان أكثر من نتاجه الشعري، ودواوينه المعروفة هي :”اللهب المقدس، تحت ظلال الزيتون، إلياذة الجزائر، أهازيج الزحف المقدس، محاولات طفولة” وغيرهم.

يمتاز شعر مفدي زكرياء، بميزة شديدة الوضوح هي شدة التأثر بالقرآن الكريم، والاستمداد من معانيه والتوظيف لكثير من مفرداته ومعجمه اللغوي الرصين.