الموجة الجديدة في السينما الفرنسية بين الخروج عن النص ومحاكاة الواقع

الموجة الجديدة في السينما الفرنسية بين الخروج عن النص ومحاكاة الواقع
الموجة الجديدة في السينما الفرنسية
https://www.sba7egypt.com/?p=192403
شيماء اليوسف
موقع صباح مصر
شيماء اليوسف

ظهر مصطلح الموجة الجديدة الفرنسية، للمرة الأولى في أواخر خمسينيات القرن الماضي، وبلغت أفلام تلك الموجة ذروة ازدهارها بين 1958,1964م، واستمرت في التصاعد والنمو حتى عام 1973م، ليست الموجة الجديدة حركة ولا مدرسة ولا جماعة بل هي سمة مميزة، هذا ما كتبه فرانسوا تروفر، أحد أبرز مخرجي الموجة الجديدة في مجلة “دفاتر السينما”.

 

كتب ألسكندر آستروك، يشير إلى أن الظهور المرتقب لأولئك المخرجين الجدد هو نتيجة الطموح إلى الخروج من إسار الصبغة التقليدية التي هيمنت على السينما الفرنسية حتى ستينيات القرن الماضي والتي كان طابعها السائد هو الاعتماد على الروائيين المشاهير بمعنى أن المخرجين الجدد صاروا يمارسون كتابة أفلامهم بأنفسهم عن طريق الصورة السينمائية لا عبر الصيغة الأدبية.

انطلقت مجموتة جديدة من النقاد السينمائيين الذين عملوا وكتبوا في مجلة دفاتر السينما، التي أسسها الناقد المنظر أندريه بازان، وقد بشروا باتجاه طليعي جديد ومختلف عن المألوف والسائد في السينما التقليدية في فرنسا مستلهمين أعمال الرواد مثل تشارلي شابلن وجون فورد وألفريد هتشكوك، مبشرين بنمط سينمائي أقرب ما يكون إلى السينما المستقلة في الولايات المتحدة وبريطانيا خاصة أنه اضطر إلى الاعتماد على ميزانيات إنتاج متواضعة.

هناك سمات عديدة طبعت أفلام الموجة الجديدة برغم تعدد اسهامات المخرجين وتفاوتها بين النجاح والفشل، نذكر من تلك السمات النزعة الذاتية الانطباعية في الرؤية والتصور، اللجوء إلى تقنية اللقطات البعيدة وتصوير مشاهد بالغة الطول، الخروج بالكاميرا من الاستديوهات إلى مواقع التصوير الحقيقية الاعتماد على الاضاءات الطبيعية واستخدام زوايا غير مألوفة للتصوير مثل تصوير حوار بين شخصيتين من وراء ظريهما على سبيل المثال اللجوء إلى القطع المونتاجي الحاد في نقلات مفاجئة في المكان والزمان عدم تهيب استخدام الاستعادة الذهنية في أفلامهم وبالأخص تجسيد حياة طبيعية لشخصيات شابة تعاني الفوضوية والإحباط والنقمة على نقيض الصورة المألوفة للشخصيات الأدبية الرومانسية في السينما الفرنسية التقليدية.