إستراتيجة الحوار لمواجهة التطرف والعنف

إستراتيجة الحوار لمواجهة التطرف والعنف
العنف ضد المرأة
https://www.sba7egypt.com/?p=193592
شيماء اليوسف
موقع صباح مصر
شيماء اليوسف

لسنا بحاجة إلى كثير من الفطنة أو إلى مزيد من الملاحظة لندرك مدى حضور أشكال من التعصب ورفض الأخر وسيادة منطق الإقصاء المتبادل بين الأطراف المختلفة في المنطقة العربية بصورة أصبح معها العنف مستشرياً بين كل الفئات وتحت مختلف اللافتات والمسميات وهو ما يدفع إلى التساؤل عن أسباب غياب الحوار ولماذا يحل الانغلاق محل الانفتاح والميل إلى الإلغاء عوضاً عن التواصل وحجة القوة بديلاً عن قوة الحجة.

 

ولعل هذا ما يجعل البحث في ماهية الحوار وشروطه والقواعد الأتيقية التي يقوم عليها من أهم المسائل التي ينبغي أن تضطلع النخب العربية من مفكرين ورجال سياسة بمعالجتها والبحث فيها لما لها من أهمية في عقلنة الخطاب العربي السائد وقطع مع ما يعتريه من ميل إلى التطرف والعنف.

يمثل الحوار في دلالته الأصلية معنى النقاش وتبادل الآراء والتصورات من خلال الكلمات بحيث لا يعدو ان يكون شكلاً من أشكال التواصل اللغوي يقوم على تبادل الرؤى والمواقف لتحقيق التوافق والتفاهم، إلا أن هذت اللفظ في مستواه المفهومي الفلسفي يرتقي إلى مرتبة الشرط المركزي لكل تفكير بل هو التعبير الأسمى عن العقل الإنساني في سعيه الحثيث إلى الحقيقة وهو أمر نلمسه في فلسفة أفلاطون.

العلاقة البنيوية بين الحوار والتفكير تجعل من الضروري وضع قواعد أساسية للتفكير السليم الذي يضمن إمكان التواصل بين الذوات ويمنع حالات سوء الفهم أو التناع المفضية إلى الصراع العنيف، وفي كتاب أفلاطون “نقد ملكة الحكم” يضع الفيلسوف الألماني كانط قواعد ثلاث لضبط أتقيا التفكير أولاها أن نفكر بأنفسنا بمعنى ضرورة إعمال العقل بصورة فردية وباستقلالية عن مل أشكال الوهم أو استبداد العادة أو الخضوع لمنطق المحاكاة والاستسلام لهيمنة الجموع والتحرر من قيد الميل والرغبة فالتفكير الذاتي يستلزم الإقرار بحرية العقل التامة في مقاربة كل المواضيع ومعالجة كل المشكلات.