مذكرات آخر رحلات فيلسوف الشباب أنيس منصور

مذكرات آخر رحلات فيلسوف الشباب أنيس منصور
أنيس منصور
https://www.sba7egypt.com/?p=182966
شيماء اليوسف
موقع صباح مصر
شيماء اليوسف

سجل أكتوبر عام 2011م، أخر رحلة لصاحب أشهر وأعجب الرحلات في التاريخ، أنيس منصور، الذي ولد في الثامن من أغسطس عام 1925م، لكنه لم يكتب أو يحكي بأسلوبه المميز عن وقائع ونتائج رحلته الأخيرة فقد مات خلال هذه الرحلة، رحل بعد أن ملأ الدنيا ثقافة وأدباً وفناً وفلسفة وحراكاً فكرياً وثقافياً لمدة لا تقل عن ستين عاماً بلا توقف.

 

كان أنيس منصور، يعلن أنه أديب في بلاط صاحبة الجلالة أو أنه دخل مهنة البحث عن المتاعب من بوابة الأدب أو كما قال أستاذه لويس عوض: أديل ضل طريقه إلى الصحافة والصحافة لا يمكن أن تنفصل عن السياسة فكأنه دلف إلى الصحافة من عباءة الأدب ثم دلف إلى السياسة من دهاليز الصحافة.

كان قرائه يتابعون كتاباته التي تتابع نشرها في الصفحة الأخيرة من صحيفة “أخبار اليوم” لسنوات طويلة، وقد عاشت كتاباته محل إعجاب من جميع المثقفين على اختلاف أجيالهم وأعمارهم، إلا أن اللافت للنظر أمخ كان في كل مراحل حياته كاتب الشباب الأول حتى أنه كان في هذا الصدد يمثل ظاهرة نوعية كظاهرة عبدالحليم حافظ، الذي ظل مطرب الجماهير والشباب منهم على وجه الخصوص في حياته وبعد مماته من خلال استفتاءات واستطلاعات للرأي ظلت تجري لسنوات طويلة بعد رحيله.

عاش أنيس منصور، يرتحل مع القراء وبهم يتغلغل داخل مشاكلهم وأحلامهم وخواطرهم ويشاطرهم وجهات نظرهم فيكتب لهم بالشكل الذي يفهمونه من دون تعمق أو تفلسف أو غوص في المعاني العويصة التي تستوجب إعمال الفكر والعقل وإجهاد النفس للحصول على المعاني البعيدة والأفكار المراوغة.

لم يأت تلقيب أنيس منصور، بكاتب الشباب الأول من فراغ فهو كاتب عصري بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ فهو يهتم بمسائل العصر ومشكلاته كما يهتم على وجه الخصوص بالشباب وكأنه يكتب لهم خصيصاً.

حافظ أنيس منصور، على اهتمامات الشباب الذي أحب السرعة والسهولة والسلاسة فليست القراءة وحدها هي محل اهتمامه الأول فله كثير من المسائل الأخرى التي تشغل معظم مساحاته الزمنية وتستنفد طاقاته النفسية والفكرية والجسمانية لذا فهو حينما يُقبل على القراءة يفضل أسلوب “السندويتشات الثقافية” والكبسولات الفكرية التي برع فيها الأستاذ مثل كتابه “قالوا” بأجزائه المتعددة.
يعد أسلوب أنيس منصور، هو أحد أهم الأسباب التي جعلت القارئ يعرفه واتسم أسلوبه بالانفراد والتميز الذي تعمده منذ بداياته، ويعتبر منصور، مثل ماركيز، فيلسوف الشباب في القرن العشرين بينما كان هو على مشارف الثمانين من عمره، وقد كتب الرجل بالفعل كتابات اختص بها الشباب، ناقش فيها قضاياهم واهتماماتهم ولم يضق ذرعاً بتهورهم أو نزقهم بل كان يشعر بأحلامهم وتطلعاتهم ويرى أنها في معظمها مشروعة ومن ضمن هذه المؤلفات :” شباب … شباب” و “مذكرات شاب غامض” و”مذكرات شابة غامضة” و”جسمك لا يكذب” و”الحنان أقوى” وغيرهم.