حرصت الإسلام على المحافظة على نفس الإنسان، وذلك ليس فقط لكُلّ من وُلِد، بل حتى قبلَ خروج الطفل من رحم أمّه، فاهتم الإسلام به، ومنحه حقوقًا عديدة، وفي مقال اليوم توضيح لحكم إجهاض الجنين.
حكم الإجهاض في الإسلام
وضح العلماء حكم الإجهاض، وما يترتّب عليه وفق مدّة وجود الجنين في الرحم، وذلك كما يلي:
حكم الإجهاض قبل مرور 40 يومًا
الإجهاض قبل 40 يومًا محرم إلا إذا كان هناك سبب مُلحّ، فمثلًا لا يجوز الإجهاض نتيجة الخوف من تربية الأولاد، أو العجز عن تأمين تكاليف حياتهم، أو الخوف على مستقبلهم، أو الاكتفاء بعددٍ محدد من الأطفال، أمّا إن كان هناك سببٌ مُلح، مثل الخوف على صحة الأم، وحياتها؛ فيكون الإجهاض في هذه الحالة جائز بقرار من لجنةٍ طبيةٍ موثوقةٍٍ.
حكم الإجهاض بعد مضي 40 يوماً
الإجهاض الجَنين بعد 40 يومًا من وجود الجنين في رَّحم الأم محرم مهما كانت الأسبابٍ، إلّا إذا كان وجوده يؤدي إلى موت الأم بعد الاستعانة بكلّ الطرق المتاحة للمحافظة على صحة كل من الأم والجنين، فإن لم تظهر أي نتيجةٍ فتكون حياة الأم في هذه الحالة أولى من حياة الجنين، وذلك بقرار لجنةٍ طبيةٍ موثوقةٍ.
حكم إجهاض الجنين المشوّه خُلقيًا
يختلف حكم الإجهاض المشوّه خُلقيًا وفق نفخ الرُّوح فيه، وذلك كما يلي:
- حكم الإجهاض قبل نفخ الرُّوح: إجهاض الجنين المشوّه خُلقيًّا قبل نفخ الرُّوح جائز إن كان من المؤكد أنّه مشوّهٌ بقرار لجنةٍ طبيةٍ موثوقةٍ، وكان هذا التشوّه لا يُمكن علاجه بالإمكانيات المتوفرة، وإجهاضه جائز نظراً لأنه سيعاني من مشاكل، ومشاقّ في حياته، والمجتمع كذلك.
- حكم الإجهاض بعد نفخ الرُّوح: إجهاض الجنين المشوّه خلقيّاً بعد نفخ الرُّوح محرم إلّا إن كان يسبب خطرًا على حياة الأم، ويعرضها للوفاة، لأنّه بعد نفخ الرُّوح صار فيه نفس بشريةً يجب الحفاظ عليها، ورعايتها، وعدم إلحاق أيّ أذى بها، حتى وإن كانت مصابةً بأي مرض.
حكم إجهاض الجنين الناتج عن الزنا
إجهاض الجنين الناتج عن الزنا محرم إن كان إجهاضه حتى وإن نتج عن علاقةٍ غير شرعيةٍ؛ إذ إن الجنين لا ذنب له إنّما الذنب على مَن ارتكب الزنا.
حكم صلاة الجنازة على الجنين بعد إجهاضه
أوضح العلماء أن حكم أداء صلاة الجنازة على الجنين بعد إجهاضه موضحة في الحالاتٍ التالية:
- عُمر الجنين 6 أشهرٍ وأكثر: يُعامل الجنين في هذه الحالة معاملة الشخص البالغ؛ مما يعني أنّه يُغسّل، ويكفّن، ثم يُصلّى عليه.
- عُمر الجنين أقل من 6أشهرٍ: يُغسّل، ويُكفّن، ويصلّى عليه إن كان فيه علامات الحياة؛ مثل الحركة، أمّا إذا لم تكن هناك أي علامةٍ من هذه العلامات فهو لا يُغسّل،ولا يُكفّن، أو يُصلّى عليه، وفقط يُدفن.