كانت روسيا أكبر دولة أوروبية من حيث المساحة والسكان فقد كانت حتى عام ١٩١٤ تضم داخل حدودها أقليات غير متجانسة وعديد من الأجناس الأوروبية المختلفة علاوة على منطقة الجنوب الشرقي لروسيا تسكنها الشعوب التترية التي لا تشعر بالعاطفة القومية الروسية بالإضافة إلى المسلمين على امتداد الشمال الآسيوي.
ويبدو أن نشاط الإمبراطورية الروسية الاقتصادي ظاهر في الزراعة بالرغم من أن التصنيع بدأ في روسيا منذ عام ١٨٨٠ وتعتبر روسيا مصدرا كبيراً للحبوب لكل أوروبا وكان الإقطاع الروسي مسيطرا على المجتمع سيطرة قاتلة وكان الحكم القيصري استبدادي في كل تصرفاته ولا مثيل له في حياة الإقطاع الأوروبي.
لدرجة أن أكثر المفكرين السياسيين لم يظنوا أنه بالإمكان قيام ثورة في روسيا تتبنى الأفكار الاشتراكية وانما توقع أن تقوم مثل هذه الثورة داخل ألمانيا أو فرنسا أو بريطانيا وهي من الدول المتقدمة صناعيا والتي قطعت فيها طبقة البرولتياريا شوطا واسعا من الوعي.
وبالرغم من أن الاقتصاد الروسي قام أساسا على الزراعة فقد تقدن القطاع الصناعي كثيرا مع سنة ١٨٩٠ واتسمت الصناعية في روسيا بخصائص معينة أهمها أن الصناعة كانت مركزا جغرافيا في مناطق معينة في الجزء الواقع من القارة الأوروبية.
اقرأ أيضا
