هناك مدن تسكنها وأخرى تسكن أهلها وزائريها، تلك هي القاهرة، المدينة التي ذكر اسمها في آلاف الصفحات والعديد من المؤلفات، كان للقاهرة وسحرها شأن آخر في كتابات الأجانب منذ أن توافدوا تباعاً مع مطلع القرن الثامن عشر، وبحلول القرن التالي صارت بؤرة الاهتمام الأوروبي ومحطة الحل والترحال وموضع الاكتشافات وأرض الطموح والخيال الذي لا حد له.
كانت القاهرة في منتصف القرن التاسع عشر، على موعد مع مرحلة مهمة من مراحل تاريخها، حين بدأت المظاهر الأوروبية تسود تلك المدينة الشرقية في شتى المجالات، ونفذت الحداثة إلى الإنسان والعمران لتتحول تدريجياً إلى مدينة مزدوجة واحدة تلهث نحو حضارة أوروبا والأخرى تتمسك بتلابيب ماضيهل وأصالتها.
كان الانجليزي الشغوف إدوارد وليم لين، في الانتظار بشوق ليزور تلك المدينة التي سمع عن ألقها وتناقض أخبار شعبها، فما أن وطأت قدماه أرضها إلا وقرر أن يخوض المغامرة لنهايتها مغامرة الكتابة عن القاهرة ووصف مصر، وعادات وتقاليد أهلها.
ترك إدوارد وليم، إرثاً مهماً في تاريخ الاستشراق والثقافة العربية الإسلامية بمؤلفاته وأبرزها، عادات المصريين المحدثين وتقاليدهم، ووصف مصر، ودراسته عن المجتمع العربي في العصور الوسطى وترجمته لكتاب ألف ليلة وليلة المعروف باسم “الليالي العربية” فضلاً عن كتابه الذي حاول فيه إلقاء الضوء على آثار وطبوغرافيا القاهرة في الفترة التي عاشها.
اهتم إدوارد وليم، بنقل صورة القاهرة كمدينة تاريخية والإشارة لأهم آثارها وشواهدها مع تسجيله الدقيق للروافظ الأوروبية الوافدة للمجتمع المصري وظهور الازدواج بين نا هو شرقي وغربي في منطقتي الأزبكية وبولاق بعد أن اكتست كل منهما بمظهر أوروبي حتى ليخال إلى الرائي أنهما تنتميان إلى إحدى المدن الأوروبية.
رصد إدوارد وليم، الوصف التاريخي لمعالم العاصمة الإسلامية الذي حفظ بعض ملامح المنشآت التي اختفت بعدما امتدت إليها يد الإهمال، فقد حاول لين، أن يجمع بيت شمول الوصف ودقته وكان يهدف لتقديم مادة طبوغرافية محققة بالاستناد إلى المتون التاريخية العربية كخطط النقريزي المعروفة باسم “المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار”.
غابت الفنانة ياسمين عبد العزيز عن الماراثون الرمضاني الماضي 2024، بالإضافة إلى غيابها عن المشاركة…
انقسم لقاء الفنانة ياسمين عبد العزيز مع إسعاد يونس في برنامج "صاحبة السعادة" والذي يعرض…