يتجه العالم بشكل متسارع نحو التطبيقات التي تعتمد على الأتمتة وإنترنت الأشياء وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وتحتاج هذه التطبيقات إلى اتصال أكثر سرعة بالإنترنت وقدرة على نقل البيانات الضخمة في وقت أقل. هذا تماماً ما تقدمه شبكات الجيل الخامس، أحد أهم خدمات أورنج نت داخل المملكة الأردنية.
لكن قبل الحديث عن ما تقدمه أورنج من خدمات الـ 5G، سنمر أولاً على مفهوم شبكات الجيل الخامس وبعض من أهم تطبيقاتها وكيفية عملها.
ما هي شبكات الجيل الخامس 5G؟
لفهم الفارق الذي تصنعه شبكات الجيل الخامس يمكنك أن تتخيل معي أن أقصى سرعة تحميل وصلت إليها شبكات الجيل الرابع 4G هي 1 جيجا بايت في الثانية، بينما شبكات الجيل الخامس تهدف إلى مضاعفة هذه السرعة إلى 10 أضعاف للوصول بها إلى 10 جيجابايت في الثانية!
بذلك تُعد شبكات الجيل الخامس أو الـ (5G) أحدث أشكال الشبكات اللاسلكية الخلوية، حيث توفر سرعات تحميل وتنزيل أعلى من شبكات الـ 4G المنتشرة حالياً، كما توفر اتصال أكثر استقراراً بالإنترنت وسعة أكبر من الشبكات السابقة كالـ 4G والـ 3G.
هذه التقنية تُستخدم الآن لتطوير وتحسين العديد من المجالات مثل تصنيع السيارات ذاتية القيادة والمصانع الذكية ومجالات الصحة، بالإضافة إلى استخدامها في وسائل الإتصال وتطبيقات البث المباشر وغيرها الكثير.
أهم فوائد شبكات الجيل الخامس 5G
يتوقع الخبراء أن تطوير مثل هذه التقنية سيساهم في نمو الاقتصاد العالمي بشكل كبير. فطبقاً لدراسة أجرتها شركة كوالكم، وهي شركة رائدة في مجال الاتصالات، من المتوقع أن يساهم تطوير تقنية الـ 5G في إتاحة ما يزيد عن 22 مليون فرصة عمل، بالإضافة إلى تحقيق نمو في الاقتصاد العالمي بمقدار 12.3 تريليون دولار مع حلول عام 2035، وذلك من خلال الاستفادة منها في العديد من المجالات.
يشمل هذا مجالات مثل:
-
مجال الرعاية الصحية
الوقت القصير الذي تحتاج إليه شبكات الـ 5G لنقل واستقبال البيانات هي ميزة أساسية يُمكن استغلالها في توسيع استخدام “الجراحة عن بعد”، حيث يُمكن مشاركة كل المعلومات في الوقت الفعلي من خلال فيديو عالي الدقة.
أيضاً من المتوقع أن يتم استخدام تقنيات الـ 5G في تطوير المراقبة الصحية للمرضى من خلال ارتدائهم لأجهزة تتابع حالتهم الصحية وترسل البيانات في الوقت الفعلي إلى المتخصصين في الرعاية الصحية. من الممكن أن يساعد هذا على اكتشاف الأمراض في وقت مبكر.
-
المصانع الذكية
كما ذكرنا سابقاً فإن شبكات الجيل الخامس تُساعد بشكل كبير في تحسين تكنولوجيا إنترنت الأشياء، وهو ما ينعكس على أنظمة إدارة المصانع. تتيح هذه التكنولوجيا ربط أجهزة المصانع ببعضها لاسلكياً مما يساعد على تقليل التدخل البشري في خطوط الإنتاج ورفع كفاءتها، وهذا ما بدأت بعض الشركات في تطبيقه بالفعل مثل شركة Siemens.
-
السيارات ذاتية القيادة
أحد أهم العقبات التي كانت تواجه صناعة السيارات ذاتية القيادة هي طول الوقت الذي تحتاجه السيارات لإرسال واستقبال البيانات.
إن سرعة إرسال واستقبال البيانات هو أمر بالغ الأهمية في هذا المجال، حيث أن تفسير ما تراه أجهزة الرادار والاستشعار عن بعد من سيارات أخرى ومشاة وعلامات الطريق هو ما يتوقف عليه طريقة التحكم في السيارة.
لذا ومع ظهور تقنية الـ 5G فمن المتوقع أن يتم التغلب على هذه العقبة، وهو ما يساهم في تطوير مجال صناعة السيارات ذاتية القيادة وانتشارها بشكل كبير.
-
الواقع الإفتراضي
تقنية الواقع الافتراضي يقصد بها استخدام نظارات الـ Virtual Reality أو الـ VR للدخول إلى تجربة ضمن عالم ثلاثي الأبعاد غير موجود من حولك في الحقيقة. ويتم استخدامها بشكل مهني في عمليات الصيانة عن بعد وداخل المنشآت الصناعية ومراكز التدريب، حيث توفر فرصة التعاون عن بعد في الوقت الفعلي.
تأتي أهمية تقنية الجيل الخامس هنا في جعل الواقع الافتراضي متاح بشكل أكبر وأكثر اعتمادية، حيث يسمح زمن الانتقال المنخفض للبيانات في نقل الصورة من مكان إلى آخر بشكل سريع جداً، وهو ما يُسهل عملية التعاون في الوقت الفعلي من خلال مكالمات الفيديو داخل المنشآت الصناعية ومراكز التدريب، دون التقيد ببعد المسافة.
هذه النبذة الصغيرة توضح بعض التطبيقات المهمة لتقنية الجيل الخامس، لكن ما زال هناك عشرات التطبيقات الأخرى التي ستغير من شكل التكنولوجيا التي نعرفها الآن. السؤال الآن هو كيف تختلف الـ 5G عن الشبكات السابقة في طريقة عملها؟
كيف توفر الـ 5G سرعات أكبر؟
تماماً كالشبكات السابقة، تحتاج تقنية الـ 5G إلى مواقع خلوية تنقل البيانات من خلال موجات الراديو.
لكن ما يميز شبكات الجيل الخامس هو استخدامها لنطاق أوسع من الطيف الترددي، والمقصود بالطيف الترددي هو نطاق ترددات الموجات الكهرومغناطيسية التي يتم استخدامها في نقل بيانات الاتصالات والملاحة الجوية والاستشعار عن بعد وغيرها، والتي تنتشر لاسلكياً في نطاق يبدأ من 3 كيلوهرتز حتى 3000 جيجاهيرتز.
نجد أن شبكات الـ 4G كانت تعتمد على نطاق ترددي أقل من 6 جيجاهيرتز، بينما تستخدم تقنية الـ 5G نطاق أوسع بكثير يصل إلى 30 جيجاهيرتز أو أعلى. وهو ما يوفر سرعات أعلى في نقل البيانات.
والآن، كيف يُمكنك الاستفادة من هذه المزايا داخل الأردن؟
شبكة الـ 5G الأسرع والأكبر في الأردن
تُعد أورنج أحد الشركات الرائدة في توفير شبكات الـ 5G داخل المملكة الأردنية الهاشمية، حيث قامت بتجهيز البنية التحتية لتغطية عدد من المناطق داخل الأردن بهذه التقنية الجديدة. يمكنك التعرف على المناطق المتوفر بها الخدمة من خلال موقعهم الإلكتروني والتي يتم تحديثها باستمرار.
كما توفر أورنج الأردن أنواع مختلفة من أجهزة الجوال التي تدعم استخدام تقنية الجيل الخامس من خلال متجرهم الإلكتروني، بالإضافة إلى عروض وباقات متنوعة تناسب احتياجاتك وميزانيتك أياً كانت وتساعدك على الاستفادة من أسرع تقنية اتصال تم تطويرها في العصر الحالي.
أخيراً، فإن شبكات الجيل الخامس 5G ستغيّر حياتنا بشكل كبير دون أدنى شك. قد لا نلاحظ هذا التغيير في المدى القريب جداً، لكن من المؤكد أنه سيكون ملحوظ في خلال خمس سنوات على أقصى تقدير، بل قد ننسى تماماً أننا امتلكنا أجيال أقدم من الشبكات مثل الـ 3G والـ 4G.