حقيقة قضية هاري كيبر بين الأدب البوليسي والنفسي

حقيقة قضية هاري كيبر بين الأدب البوليسي والنفسي
هاري كيبر
https://www.sba7egypt.com/?p=194070
شيماء اليوسف
موقع صباح مصر
شيماء اليوسف

بعد سنوات من هيمنة الرواية الذهنية والنفسية تعود رواية “حقيقة هاري كيبر” لتثبت من جديد أن الرواية البوليسية ذات مذاق نادر وأخاذ لا يضاهيها فيه نوع آخر وخاصة إذا كانت مكتوبة بعناية ودقة وأنها في هذه الحالة قادرة على العودة إلى اعتلاء عرش السوق الأدبي.

 

حققت الرواية نجاحاً منقطع النظير علىالمستويين النقدي والتجاري حال ظهورها فهي لم تتوقف عند تصدر قوائم البست سيللربل نالت أرفع جائزتين في فرنسا، وهما جونكر وجائزة الأكاديمية الفرنسية.

كاتب الرواية هو جويل ديكر، شاب سويسري يكتب بالفرنسية ولد في جنيف في عام 1985م، وأسس مجلة تهتم بالطبيعة وهو في عمر العاشرة ثم نال جائزة أفضل رئيس تحرير للمرة الأولى وهو في الثامنة عشرة.

كتب جويل ديكر، روايته الأولى “الأيام الأخيرة لأبانا” في عام 2010م، والتي حققت نجاحاً متوسطاً ونال عنها جائزة في سويسرا هي جائزة كتاب جنيف، ولفتت الأنظار إليه ككاتب واعد يبزغ في الأفق الأدبي، ولكن لم يتوقع أحد أن يقفز جويل ديكر، درجات السلم بهذه السرعة ليصل إلى قمته مع روايته الثانية.

تمثل رواية حقيقة قضية هاري كيبر، رواية بوليسية في المقام الأول لكنها رواية نفسية أيضاً تعكس الانتكاسات اللاهثة والمرحة في آن ورواية أخلاقية تتعرض جيداً لحقيقة الواقع الحالي لعمق المجتمع الأمريكي الذي يختفي جيداً ويتطور بشكل محير وراء القناع الذي يرسمه ماكييرات الطليعة الأمريكية.

لم يحلم ابداً أن يحقق هذا النجاح الذي يقترب به من الحياة التي حلم بها ماركوس بطل روايته وعن موضوع روايته وعلاقته بالمجتمع الأمريكي يقول الكاتب: “يتكلم كتابي عن الشهرة ولكنه ليس عرضاً لها وإنما خيال بها، وبالمناسبة فإن هناك أمرين يتعلقان بالنجاح ويثيران إعجابي في أمريكا، الأول هو أن نجاح المتاب يعد علامة جيدة بالنسبة له، والأمر معكوس في فرنسا، فإذا حقق المتاب أرقام مبيعات مرتفعة فذلك يعني أنه كتاب سيء وهو أمر شديد الغرابة فما يهمني في فكرة أن كتاباً بيع كثيراً هو أن ذلك يعني أنه قرئ من شرائح مختلفة من القراء، والأمر الثاني إننا نجد في أمريكا ثقافة الإخفاق وهي مختلفة كثيراً فالعقلية الأمريكية الشمالية مقتنعة بأن في حقيقة الأمر لا يمكن أن ننجح من دون أن نفشل مرات عدة أولاً وأنه إذا أخطأنا فما من مشكلة.