حضارة الأنباط الوجه الأخر للسامية اليهودية

حضارة الأنباط الوجه الأخر للسامية اليهودية
الأنباط
https://www.sba7egypt.com/?p=190191
شيماء اليوسف
موقع صباح مصر
شيماء اليوسف

جالت في شمال شبه الجزيرة العربية قبائل من العرب تسعى وراء الماء اشتهرت بين الشعول بمعرفتها عن وجود الماء تحت الأرض، وكيفية استنباطه بطريقة الحفر حيث استطاعوا حفر آبار عديدة في منطقة تقع على طريق التجارة بين الجزيرة العربية والشام، وعندما استوطنت تلك القبائل حول الآبار التي استنبطتها من باطن الأرض أطلق الناس عليهم “الأنباط”.

 

كان الموقع الجغرافي الذي قطنه الأنباط أثره في اتصالهم بالحضارات السائدة آنذاك من خلال مرور القوافل التجارية بالأراضي التي سكن فيها ومن خلال التعامل المباشر تم تعرف الأنباط إلى شعوب تلك الدول المتحضرة وتأثروا بهم.

ورد أول ذكر للأنباط في التاريخ بقائمة آشورية ترجع إلى عهد آشور بانيبال ولم يذكر في تلك القائمة من هم أو أين موقع سكنهم، فالمصادر التاريخية تشير إلى أن مملكة الأنباط قامت في أماكن كان يحكمها الأدميون من قبل والأدميون شعب من نسل عيسو بن اسحق بن إبراهيم عليهم السلام، إلا أن الاكتشافات الأثرية قد أثبتت فيما بعد أن موقع ” البتراء” الذي اتخذه الأنباط مكاناً لبناء عاصمتهم هو الموقع نفسه لإحدى المدن التابعة للأدوميين وهي مدينة سلع التي ذكرت في التوراة.

امتزجت حضارة الانباط وتأثرت بالمحيط الثقافي والحضاري المجاور لها، فهي حضارة عربية في لغتها وآرامية في كتابتها ويونانية في عبادتها وسامية في عقائد ديانتها ورمانية في هندستها وفنها المعماري.

كان الأنباط يقدسون أربابهم من أسلافهم عن طريق بناء أضرحة على قبورهم، أو نحت أنصاب لهم وبتأثير العقائد اليونانية والرومانية، تعددت آلهة الأنباط فصار هبل بمقام زيوس، وتبعته الألهة الاخرى، وعند مقارنة اسلوب البناء الهندسي والمعماري لمدينة البتراء مقارنة دقيقة يصح لدينا التأثر المعماري الهندسي النبطي بالأسلوب الهندسي الروماني على الرغم من شبهه أحياناً بفن البناء في جنوبي الجزيرة خاصة اليمن.

ينقسم تاريخ الأنباط إلى فترتين تاريخيتين الفترة الأولى امتدت لمدة قرنين ونصف القرن وهي فترة النشأة وتكوين الدولة وتمكينها، أما الفترة الثانية فهي فترة الخضوع تحت السيطرة عندما أسس الرومان مستعمراتهم الجديدة في جنوبي بلاد الشام وأطلقوا عليها اسم الولاية العربية وعاصمتها بُصرى، وكذلك بين عامي 64, 106م تقريباً.

تدخل الفترة الأولى من تاريخ الأنباط فيما اتفق المؤرخون على تسميته بالعصر الهللينسي الذي بدأ بسيطرة مقدونيا على شرقي أوروبا واليونان بقيادة فيليب الثاني المقدوني الذي أرسل ابنه إسكندر في حملة كبرى لفتح المشرق.