تنسب دولة الأغالبة إلى الأغلب بن سالم التميمي من عرب مصر، الذين أمروا بالسير مع محمد بن مقاتل العكي الذي أرسلته الخلافة والياً على أفريقيا ولما استقر المقام ولى الأغلب على إقليم الزاب وصار من أظهر قواده ولكنه ما لبث أن قتل في الحرب ضد الخوراج في بلاد المغرب.
ولما تولى هرثمة بن أعين أفريقيا رفع ابنه إبراهيم بن الأغلب إلى ولابة الزاب مكان أبيه حيث توسم فيه السياسي البارع وصار من أكبر وأقوى الشخصيات في المغرب أنس إليه الوالي هرثمة بن أعين وقرية إليه بعدما وجد من إخلاصه وكفايته.
لما قرر الوالي العودة إلى بغداد بعد أن قام بمهمته في إقرار الأمن وإصلاح أحوال البلاد أو ربما لتعبه من هذا الإقليم المضطرب الكثير المشاكل، استعفى فأعفاه الخليفة واستعمل هارون الرشيد بعده محمد بن مقاتل العكي فقدمها فأساء السياسة وأثار الناس والجند عليه بقتله البهلول بن راشد كبير أئمة البربر في الشريعة وكثرت الثورات ضده في افريقيا حتى تغلب عليه أبو الجهم تمام بن تميم التميمي عامله في تونس وأخرجه من القيروان فاستاء إبراهيم بن الأغلب من خروج تمام على الوالي الشرعي لأفريقيا فخرج بجيشه من الزاب لنصرة العكي وإعادته إلى الحكم لكونه الأمير الشرعي وأرسل إلى ابن مقاتل للعودة إلى القيروان من طرابلس فأنزعج الناس لذلك وهبوا إلى تمام لابعاده عن ولاية أفريقيا فجاء بجيشه إلى القيروان فخرج إليه بن الأغلب وهزمه وطرده حتى حاصره في تونس فأستأمنه تمام فأمنه أرسله إلى بغداد فأمر الرشيد بحبسه هكذا صار إبراهيم بن الأغلب الرجل القوي في أفريقيا.
