شهد ربع القرن الذي مر منذ نهاية الحرب العالمية الثانية تقدما ملحوظا في الطيران والقذائف الصاروخية واستعماب الطاقة النووية على نطاق واسع وانفردت بالمسرح قوتان كبيرتان.
اصبح لدى كليهما وهما المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية والمعسكر الشرقي بقيادة الاتحاد السوفيتي، قوة خارقة للعادة تغيرت معها استراتيجية المواقع الجغرافية.
اصبح لديهما الصواريخ عابرة المحيطات واصبح لديهما القنابل الذرية والهيدروجينية واصبح لديهما حاملات الطائرات الضخمة المحاطة بجهاز دفاعي متين.
والتي تستطيع أن تسيطر الواحدة منها على نصف قطرها نخو ٨٠٠ كيلو متر وهي المسافة التي تقطعها النفاثات حاملات القذائف ذهابا وايابا دون توقف فكأنها جزر محصنة في وسط المحيطات.
ومن ثم فقط تحولت انظار الدول الكبرة بعض الشيء عن أهمية موقعنا الجغرافي الاستراتيجي حاصة بعد أن ظهرت حركة القومية العربية ونمت في كل ارجاء الوطن العربي وهي حركة لا يمكن بطبيعة مبادئها أن تهادن الاستعمار.
واذا كانت استراتيجية الموقع الجغرافي قد قلت اهميتها فقد اكتسب الوطن العربي اهمية استراتيجية من نوع جديد تتمثل في ثروته الضخمة من البترول عصب صناعة الحرب والسلم على السواء ففيه نحو ثلثي رصيد العالم من هذه المادة عظيمة الاهمية وهو يحتل المكان الثاني في الانتاج العالمي ويغذي بانتاجه صناعات اوروبا الغربية والولايات المتحدة الامريكية على السواء.
اقرأ أيضاً:
