تقوم العين بوظيفة مهمة للغاية في حياة الشخص، وعند الإصابة بأي مشكلة في العين تؤثر على الرؤية فإن جودة حياة الشخص تقل، بالإضافة إلى أن هذه المشكلة سوف تؤدي إلى الإصابة بالعديد من الأعراض التي تزعج المريض، وعند الحديث عن مشكلات العين نجد أنه يوجد العديد من المشكلات التي تُصيب العين، وأحد أشهر هذه المشكلات هو الحول.
لذلك في هذا المقال سوف نحاول توضيح ما هو المقصود بالحول، وهل يمكن الإصابة بالحول في كبار السن، بالإضافة إلى التعرف على الأعراض المزعجة التي يشعر بها المريض عند الإصابة بالحول، وما هي الطرق المتاحة لعلاج الحول، فتابعوا معنا قراءة هذا المقال للنهاية لتتعرفوا على كافة التفاصيل.
ما هو الحول؟
قبل التعرف على ما هو الحول يجب أولًا التعرف على كيف تقوم العين بوظيفتها وهي الرؤية، وكيف يستطيع الشخص أن يرى ويفسر الأشياء التي يراها؟
تبدأ القصة بسقوط الضوء على الشيء الذي يحاول الشخص رؤيته والتعرف على تفاصيله، وبعد سقوط الضوء على هذا الشيء فإنه يعكس الضوء، وهذا الضوء المعكوس يحمل تفاصيل هذا الشيء، ويدخل هذا الضوء إلى عيني الشخص، ولكنه يدخل على هيئة أشعة متفرقة، فتعمل أجزاء العين المختلفة بدايةً من القرنية في الخارج على كسر كل أشعة الضوء التي تدخل في العين لكي تتجمع في النهاية وتسقط على نقطة واحدة على الشبكية، وبعد ذلك تحول الشبكية الضوء إلى إشارة عصبية يرسلها العصب البصري إلى مركز الرؤية في المخ، وبعد ذلك يحول المخ الإشارة إلى صورة بها كل تفاصيل الشيء الذي كان ينظر إليه الشخص.
كما أن الشخص الطبيعي ينطر بعينيه الاثنين إلى شيء واحد، وتقوم كل عين بتكوين صورة وإرسالها إلى المخ ليستطيع المخ أن يجمع بين الصورتين وتكون صورة واحدة ثلاثية الأبعاد يظهر فيها كافية التفاصيل، ولا يستطيع الشخص الطبيعي أن ينظر إلى شيئين مختلفين في مكانين مختلفين في نفس الوقت وذلك لأن العينين مبرمجتين على النظر في اتجاه واحد، وذلك لأنه يوجد تزامن وتناسق بين العضلات المسؤولة عن تحريك العينين.
لكن عند الإصابة بالحول فإن كل عين تتحرك في اتجاه مختلف عن الأخرى، وبالتالي فإن الشخص ينظر إلى شيئين مختلفين في نفس الوقت، وبالتالي يحصل المخ على صورتين مختلفتين في نفس الوقت؛ مما يؤدي إلى تشوش المخ والإصابة بالأعراض المزعجة، ولذلك عند الإصابة بالحول يجب الذهاب إلى أفضل مركز علاج الحول وتصحيح الابصار لعلاج المشكلة في أسرع وقت قبل الإصابة بأي مضاعفات خطيرة بعد ذلك.
أعراض الحول
على الرغم من أن الإصابة بالحول شائعة في الأطفال إلى أن الكبار كذلك يمكن أن يُصابوا بالحول؛ وذلك للعديد من الأسباب، ولعل أشهرها الإصابة بمرض السكرى، أو الإصابة بالسكتات الدماغية، أو التعرض لإصابات مباشرة في الدماغ أو في العين، ولذلك من الطبيعي أن تجد الكثير من كبار السن يبحثون عن علاج حول العين اليسرى عند الكبار، والإصابة بالحول سواء في كبار السن أو الصغار تؤدي إلى العديد من الأعراض المزعجة التي تؤثر على جودة حياة المريض، وهذه الأعراض تنتج عن تشوش مخ المريض، وهذه الأعراض تشمل:
- الرؤية المزدوجة بسبب حصول المخ على صورتين مختلفتين في نفس الوقت، فلا يستطيع أن يكون صورة واحدة بالتالي تكون الرؤية مزدوجة وغير واضحة التفاصيل التي توجد بها، ولذلك فإن من مضاعفات الحول هو تشوش الرؤية بعد ذلك.
- الشعور بالصداع المستمر.
- عندما يحاول الشخص أن يرى شيء ما بوضوح فإنه يلجأ إلى إغلاق أحد العينين أو تغطيتها، أو قد يلجأ إلى إمالة الرأس.
- صعوبة القراءة بسبب تشوش الرؤية، والرؤية المزدوجة.
- الشعور بألم في العين نتيجة المحاولة المستمرة للتركيز على شيء واحد لكي يرى الشخص بوضوح.
كل هذه الأعراض تزعج المريض بشدة وتجعله غير قادر على ممارسة حياته بصورة طبيعية أو ممارسة أنشطته العادية التي كان يعتاد عليها بسبب صعوبة التركيز.
علاج الحول
علاج الحول يعتمد على سبب الإصابة بالحول، بالإضافة إلى درجة الحول التي يعاني منها المريض، فيوجد العديد من الطرق المتاحة لعلاج الحول، ومن الطرق البسيطة للأشد نجد في البدايةً يتم اللجوء إلى استخدام النظارات الطبية والعدسات اللاصقة التي تعالج المشاكل الانكسارية للعين والتي قد تكون هي السبب في الإصابة بالحول، ثم بعد ذلك يأتي العلاج بالعدسات المنشورية أو ممارسة تمارين العين لتحسين الرؤية وتخفيف الرؤية المزدوجة، ثم يأتي الترقيع الذي يعمل على تحسين تزامن العينين، وفي النهاية قد يلجأ الطبيب إلى عملية تعديل الحول للكبار، وذلك في حالة أن المشكلة كانت في العضلات التي تحرك العينين.
في النهاية، مشكلة الحول من المشكلات الشائعة التي تُصيب الصغار ويمكنها أن تصيب الكبار كذلك، وينتج عن مشكلة الحول الإصابة بالعديد من الأعراض المزعجة، ولكن توجد العديد من الطرق المتاحة لعلاج هذه المشكلة ما بين النظارات الطبية والعمليات الجراحية، ولذلك من المهم اختيار أفضل الأطباء لعلاج الحول لاختيار الطريقة المناسبة للعلاج.