لا يمكن لأي شعب أن يتطور من دون أن يستثمر في الثقافة وينشئ المؤسسات الثقافية القادرة على تحقيق التنمية الثقافية جنباً إلى جنب مع التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والاستثمار في الثقافة يعني الاستثمار في إنسان الثقافة أي المبدع الذي يفكر مع أصحاب القرار في استشراق مستقبل مجتمعه وتحليل واقع هذا المجتمع واستخدام الثورة في تقدم هذا المجتمع ورخائه، إن الأموال قد تخلق تنمية أسمنتية في شهور وقد تنشئ المصانع وتمد الشوارع والجسور وتقيم البنايات العملاقة لكن هذا لا ينطبق على التنمية الثقافية.
مخرجات الثقافة
تعتمد مخرجات الثقافة على التمويل وهذا أمر مهم إذا ما أردنا أن نطبع كتاباً جديداً أو نخرج مسرحية مؤثرة أو نؤسس فرقة موسيقية جيدة، لكن الأهم أن يتم تعزيز دور الثقافة في النسيج الاجتماعي وألا تكون الثقافة موسومية أو حسب الظروف التي يمر بها المجتمع أو تربط بشخصية من الشخصيات.
علاقة الثقافة بالمسارح
لا تسطيع الفرق المسرحية تمويل نفسها بنفسها وإن كانت هناك فرق تقدم أعمالاً تجارية في المواسم وتكسب من وراء ذلك ولكن ليست كل الفرق على هذه الشاكلة، ذلك أن جمهور المسرح الجاد عادة ما يكون محدوداً ونخبوياً على الرغم من تكلفة المسرحية.
قيمة الرموز الثقافية في المجتمع
نشاهد تماثيل الرموز الثقافية المبدعة في الساحات العامة في أمريكا وأوربت ودول الكاريبي وآسيا لذلك فإن صرف الدولة على الثقافة يأتي ضمن خططها التنمية تماما كما هي الحال مع الصرف على مناحي الحياة الأخرى، والاستثمار الأمثل في الثقافة يحتم أن تتم مأسسة الثقافة وفق خطة وعبر مشاريع مستدامة لا تتعلق بوجود مسئول نشط أو متحمس ثم يأتي بعده مسئول غير ذلك وتموت تلك الخطط والمشاريع التي وضعها الأول.
نتائج الاستثمار الثقافي
ومن نتائج الاستثمار الثقافي إيجاد صف ثان للمبدعين الذين تقدم بهم العمر العمر أو توفوا وهذه مسئولية كبيرة لابد أن تناقش بصراحة وشفافية ولابد من استشراف المستقبل عبر ضمانات وشواهد رقمية.
