هل ينجح كتاب ضد المكتبة في محاربة شيخوخة الكتب ؟

هل ينجح كتاب ضد المكتبة في محاربة شيخوخة الكتب ؟
محاربة شيخوخة الكتب
https://www.sba7egypt.com/?p=184886
شيماء اليوسف
موقع صباح مصر
شيماء اليوسف

تعد فكرة المكتبة الشخصية فكرة جليلة، لكنها محل تأمل عند خليل صوليح في كتابه “ضد المكتبة” الذي مزج فيه بين صداقته وخصومته مع المكتبة، قد تدور في داخلك أسئلة وأنت تتأمل عنوان كتابه: هل هو هجاء وحرب على الكتب؟ هل هو خضوع للجهل المستشري والأمية بأن نستغني عن الكتب؟ وكيف يقف المؤلف موقف الضد وهو الروائي والشاعر والقارئ الذي يعترف بألفة الكتاب والافتتان بمؤلفه؟ هل لاختيار هذا العنوان دور في استفزاز القارئ وجذبه لقراءة المضمون؟

 

امتدح القدماء الكتاب كأداة من أدوات الحضارة الجديدة كما في كتابات الجاحظ وفي آبيات كلثوم بن عمرو العتابي حينما أنسنهم وجعلهم ندماء.

كان الأمر عند خليل صويلح، مختلف فهو لا يهجو ولا يمدح رغم أنه ذهب إلى دعوة “اللا مكتبة” ويبرر ذلك بأنه ضد حالات معينة بدءاً من تجربته الشخصية مع مكتبته التي تلخص من معظمها إما بالاستبدال أو بالإهداء أو بالتوزيع أو بالإهمال في أماكن نقل منها لكونها فائضة عن الحاجة أو أنه اشتراها في فترة بسيطة يسد بها حرجه في الوسط الثقافي في بعض العناوين المؤدلجة على حد تعبيره.

أخذ خليل صويلح، يقف مع تأملاته بجد بأن هناك كتباً لن يعود إليها مجدداً ويتسائل ما جدوى كل هذه الرفوف من المجلدات الضخمة التي تخص تراث الأسلاف؟ وهل يحتاج إليها المرء فعلاً في عمله اليوم، بعد أن باتت متوافرة في مواقع إلكترونية؟ وهل ينبغي الحفاظ على الكتاب دوماً؟ أليست هناك شيخوخة للمكتبة؟ علماً بأن هناك كتباً أقرب ما تكون إلى ذبيحة لغوية بأحشاء مكشوفة ورائحة عطنة تدعوك إلى النفور من محتوياتها بمجرد تصفحها على عجالة.

ويعلل خليل صويلح، بأن فكرة ضد المكتبة نوع من تهجين الفوضى بقصظ الإحساس بالخفة وخفق الأجنحة فهناك مكتبة مختزلة تتجول في الرأس وهناك دكان “جوجل” المفتوح ليل ونهار مثل صيدلية مناوبة لمقاومة شهوة القراءة ففكرته تعني المقام الأول إلغاء الشكل الفلكلوري للمكتبة كمظهر استعلائي لا يختلف كصورة رمزية عن “فاترينة الكريستال”.

يتناول في معظم كتابه تجارب الآخرين فيعرض الكثير من الكتب الأدبية وخاصة الروايات بطريقة ملخصة وكأنه يعزز فكرة التخلص من الكتب بقراءتها والتعرف إلى محتواها والكتابة عنها بدلاً من وجودها الشكلي على الرف مجللة بالغبار وهو يقتنصةأهم الأفكار والمقولات في نظرة الآخرين للقراءة والكتابة فقد مزج كتابه بين نظرته الشخصية ونظرات الآخرين ليقدم لنا مادة مركزة في إقناعنا بفكرة عنوانه الغريب ” ضد المكتبة “.