لا ماء ولا كهرباء .. جزيرة العزبي بدمياط خارج حسابات الحكومة…. فيديو

لا ماء ولا كهرباء .. جزيرة العزبي بدمياط خارج حسابات الحكومة…. فيديو
جزيرة العزبي
https://www.sba7egypt.com/?p=136673
صباح مصر
موقع صباح مصر
صباح مصر

كتبت: نجلاء بدر

يعلمون أولادهم السباحة قبل المشي، على متن القوارب يأكلون ويشربون ويتزوجون ويموتون أيضًا، هذا هو حال سكان جزيرة العزبي التي تقبع في وسط بحيرة المنزلة وتتبع إداريًا محافظة دمياط ، وتبعد جزيرة العزبي 21 كيلو متر من أقرب أرض يابس لها، وهو مرسى قرية غيط النصارى بشمال محافظة دمياط، وتستغرق مدة الوصول إلية ما يعادل 45 دقيقة .

 

يعيش سكان جزيرة العزبي في بيوت لا تتجاوز الطابقين قوائمها ترتكز على المياه الساحلية، صنع بعضها من مواد بناء، والبعض الآخر من الخشب المهترىء، تتوسطهم عشش طينية صنعت أسقفها من قش الرز، الذي لا يحمي من شمس الصيف ولا يمنع مطر الشتاء.

وتنتشر الأمية في الجزيرة بين كبار السن بشكل ملحوظ ، كما تنتشر بين الأطفال الذين لا يعرفون طريق العلم سوى من زاوية صغيرة للصلاة ، تقوم بدور ما كان يطلق عليه في منتصف القرن التاسع عشر ” الكتاب ” حيث يحفظ الأطفال القرآن و يحاول البعض من الأهالي تعلم القراءة والكتابة من خلال مدرس متطوع يأتي إلى الجزيرة يوم الأحد من كل أسبوع ، وتعد الشمس مصدر الضوء الرئيسي بالقرية في ظل غياب الكهرباء، التي يعتبر مصدرها الوحيد في القرية هو مولد كهرباء قام أحد الأهالي بشراؤه، و يعمل من السابعة مساءً وحتى التاسعة يتوقف عن العمل ، معلنًا بتوقفه الموعد الرسمي للنوم في الجزيرة.

ويشهد القطاع الطبي في الجزيرة تدهورًا صارخًا فلا تملك وحدة صحية أو سبيلًا لتلقي العلاج سوى القوافل العلاجية التي تنظمها مديرية الصحة ، و الجمعيات الخيرية لإجراء الفحوصات الطبية للأهالي على فترات زمنية متفاوتة،ما تسبب في تدهور الوضع الصحي للأهالي وراتفاع حالات بين الحالات المرضية الطارئة وحالات الولادة، يتوفون على متن القوارب قبل وصولهم للمستشفى، بحسب ما أفاد عدد من الأهالي لـ” التحرير” .

كما تمثل جزيرة العزبي خطورة أمنية كبيرة نظراً لموقعها المترامي على أطراف محافظتي دمياط والدقهلية و إنعدام التواجد الأمني داخل حدود الجزيرة ، ونقص الموارد الأساسية من مياه وكهرباء والمتطلبات التي تكفل للإنسان حياة طبيعية كريمة ، لأكثر من 210 أسرة يقيمون في الجزيرة ، يمثلون حوالي4000 آلاف مواطن من بينهم 1000 طفل ، يعيشون جميعًا من صيد الأسماك وبيعها بأسعار رمزية، أو مبادلتها مع التجار بالمواد الغذائية والمياه الصالحة للشرب والوضوء نظرًا لعدم وجود ماء عذب بالقرية .

أجمع أهالي الجزيرة على رغبتهم بالتابعية لمحافظة دمياط، وأرجعوا السبب للجوءهم للمحافظة في قضاء جميع مصالحهم ، كما يعمل العديد من ابنائها في المحافظة سواء في الوظائف الحرفية كما أن الغالبية العظمى منهم يحمل بطاقة شخصية تابعة لمحافظة دمياط .

وكان صندوق تطوير العشوائيات أصدر قرارًافي شهر يناير من عام 2018 بإخلاء الجزيرة وتوفير عمارات سكنية بديلة لتسكين الأهالي ، إلا أن القرار لم ينفذ حتى الآن.