75 عام على رحيل رائدة الغناء النسائي العربي

75 عام على رحيل رائدة الغناء النسائي العربي
رائدة الغناء النسائي العربي
https://www.sba7egypt.com/?p=189121
شيماء اليوسف
موقع صباح مصر
شيماء اليوسف

مر على رحيل نجمة الغناء العربي وبلورة حركة تحرر المرأة العربية المعاصرة أسمهان، 75عاماً ومازالت حتى اليوم نجمة لامعة لا يشق لها غبار في تاريخ الغناء العربي المعاصر، إلى جانب أنها شخصية نسائية عربية متفردة عرضت نفسها لأعظم المخاطر حتى خطر الموت غرقاً في مياه النيل لأجل طموحات نسائية ووطنية.

 

وضع انتماء أسمهان العائلي إلى آل الأطرش “اسمها الحقيقي آمال الأطرش” في خضم علاقات سياسية شائكة عندما كان مصير منطقة المشرق العربي يزداد تداً ووضوحاً في خلال الحرب العالمية الثانية.

جموح آمال الأطرش “أسمهان” النسائي لعب دور في حياتها يتجاوز حدود الزواج وإنجاب الأولاد إلى المساهمة في تحديد مصير بلادها السياسي، وقد دفعها إلى التعامل مع المخابرات البريطانية والفرنسية ذات النفوذ في المشرق العربي وحتى محاولو الانتقال إلى التعامل مع المخابرات الألمانية عندما أصبح مصير الحرب العالمية الثانية حائراً بين الألمان والحلفاء أمام زحف الألماني “رومل” عبر الصحراء الغربية.

يعد صوت أسمهان هو الصوت النسائي الوحيد الذي يمكن وصفه بأنه نافس صوت أم كلثوم، منافسة جدية، وقد حركت تلك المنافسة غيرة فنية شديدة لدى كوكب الشرق، ظلت مشتعلة لديها حتى فيلم “غرام وانتقام” في السنة الأخيرة من حياة أسمهان، عندما انصرف الملحنان الخاصان لأم كلثوم “القصبجي والسنباطي” إلى تزويد صوت أسمهان بأروع ألحانهما في الفيلم إلى جانب رائعة فريد الأطرش “ليالى الأنس في فيينا”.

تميزت غناء أسمهان، بالحداثة اللامعة التي لم تكن هجيناً ولم تكن ابنا شرعياً للتأثر بأساليب الغناء الغربية، بل إن هذا التأثر قد تأسس أساساً صلباً في أعماق الألوان العربية الأصيلة التي بدأت أسمهان، بإتقانها قبل التزود بمؤثرات أساليب الغناء الغربي، كالأوبرا، فقبل أن تلمع بغناء يا طيور، كانت قد لمعت قبل سنوان بأداء لحن آخر للملحن محمد القصبجي، وتعتبر الأغنية تحفة من تحف الغناء العربي التقليدي الأصيل المبني على المقامات العربية ذات أرباع الصوت وأساليب الغناء العربي التقليدي.

أدخلت حنجرة أسمهان، تطوراً كبيراً في الغناء العربي النسائي المعاصر، ويعتبر ألمع ما في حياة أسمهان الغنائية التي تزودت باسمها الفني على أساس اقتراح من أحد أقطاب الموسيقيين العرب المخضرمين داود حسني، أن التميز التاريخي بصوتها قد جذب إلى التعاون مع صوتها عبقرية القصبجي وعبدالوهاب والسنباطي وفريد الأطرش.