من المعبد للقرية نرصد المسار التاريخي للكاريكاتير المصري

من المعبد للقرية نرصد المسار التاريخي للكاريكاتير المصري
المسار التاريخي للكاريكاتير المصري
https://www.sba7egypt.com/?p=182962
شيماء اليوسف
موقع صباح مصر
شيماء اليوسف

يرى باحثون أن جذور الكاريكاتير المصري موجودة في الرسوم الساخرة المحفورة على جدران المعابد والمقابر الفرعونية التي عثر فيها أيضاً عل لفافات من ورق البردي تحوي رسوماً ساخرة بعضها يصور الحيوانات في صور آدمية فنرى أسداً جالساً قبالة ماعز وبينهما مائظة عليها أحجار لعبة كالشطرنج، اسمها “السنت” وصورة ثعلب يرعى قطيعاً من الماعز وأخرى لقط يقود سرباً من الإوز.

 

تجلت أبرز خصائص رسوم الكاريكاتير في الرسوم الفرعونية ونقوش المصري القديم، وهي غرابة التشكيل والطرافة وطرافته واختلافه الكبير عن الصور الواقعية وما يثير الدهسة هنا كيف أصبح الأسد والماعز صديقين! وإلى من يلمح الرسام؟ وكيف يؤتمن الثعلب على قطيع الأغنام؟ هذه هي الحالة التي تخلقت من الدهشة والتساؤل عند المتلقي هي أول أهداف كل فناني الكاريكاتير منذ ذلك الحين وإلى اليوم.

يقصد بالكاريكاتير فن التعبير الساخر، فللمصريين مع السخرية تاريخ طويل بصيغ وأشكال فنية عديدة لا تقف عند الرسوم الفرعونية إذ يزخر التراث الشعبي بأشعار وأهازيج ونكت منذ القرون الوسطى وظفهما الناس في السخرية من حكامهم المماليك والأتراك والتنفيس والتحرر من بعض الضغوط المحلية بحياتهم اليومية والتعبير عن معارضتهم أو رفضهم لممارسات السلطة بشكل يخفف عليهم بطشها.

انتقلت من الريف إلى المدينة صيغة أخرى من أساليب التعبير الساخر هي مواكب “التجريس” والغرض منها كان فضح شخص ما والتشهير بع وغالباً يكون معروفاً على النطاق المحلي بتصرفاته التي تضر بالآخرين وهو بالطبع أحد رجال السلطة ومن ثم يستحيل أن يمسك به عامة الناس لتجريسه وفضحه لذا يتفق على شخص عادي يقوم مقام الوالي الظالم، فتأثر به كل الرسامين المصريين.

ازدهر عالم الرسوم الفكاهية بما ابتكره الشاعر عبدالله النديم من شخصيات مثل المعلم حنفي والشيخ مرعي ولطيفة الفلاح وكانت كلها أعمدة نجاح صحيفته الساخرة “التنكيت والتبكيت”.