كيف جسدت أفلام الخيال العلمي النظريات الفلسفية ؟

كيف جسدت أفلام الخيال العلمي النظريات الفلسفية ؟
بوستر فيلم the matrix
https://www.sba7egypt.com/?p=183767
شيماء اليوسف
موقع صباح مصر
شيماء اليوسف

برعت أفلام الخيال العلمي في توصيل أعمق الأفكار الفلسفية وأعقد النظريات والفرضيات العلمية بطريقة قابلة للهضم لدى كثير من المشاهدين وتحفيز مناطق الأسئلة المتعلقة بالمستقبل وشكل حياة الإنسان بعد عشرات السنين.

 

فكلما تقرأ موضوعاً أو تسمع عن الذكاء الاصطناعي لن تستطيع أن تمنع نفسك من المشاهدة السينمائية المهمة من أفلام مثل “المصفوفة the matrix” والمبيد أو الماحي the terminator” من الحضور والتذكير بهواجس الإنسان من تحكم الآلات بمصيره أو تعرض الوجود البشري للإبادة بعد أن تتمكن الآلات من اكتساب خاصية تقرير المصير وتأمين مصدر دائم للطاقة.

وقعت مفارقة عجيبة في فيلم المصفوفة تمثلت في حاجة الآلة لبقاء الإنسان أكثر من حاجة الإنسان لها وذلك عندما وجد العقل الإلكتروني الرئيسي أن المصدر الوحيد للطاقة الكهربائية هو الإنسان بعد أن حجب دمار الحرب الأخيرة بين البشر والآلات أشعة الشمس من الوصول لألواح توليظ الطاقة الشمسية وقد صنع ذلك العقل الاصطناعي، حقولاً لتوليد الطاقة تستوعب ملايين البشر الذين وضعوا في كبسولات وأدخلوا في حالة سبات دائم من الولادة حتى الموت وتم ربط عقولهم ببرامج حياة صناعية أخذت تفاصيلها من حياة كانت حقيقية فيما مضى.

إن الذكاء الاصطناعي ليس بالضرورة إنساناً آلياً “روبوت” نخشى أن ينقلب علينا يوماً ولكنه يمثل كل آلة وجدت لكي تسهل حياة البشر والشيء الذي يستحق الخشية هو انقلاب الإنسان على نفسه وتحوله لآلة بلا مشاعر تفضل التواصل مع أقرب المقربين عبر رسالة نصية أو مقطع صوتي.

لم تؤثر التطورات الهائلة في علاقات البشر كما أثرت الهواتف الذكية وهي لا تزال تحبو في طريق الذكاء أنها بالفعل كسرت حاجز الزمان والمكان وقلصت مشاعر الغربة لأدنى درجاتها وتلك مميزات لا يمكن الاستغناء عنها ولكن في المقابل فعلنا بأنفسنا ما لم تفعله هي بنا كما لو كانت في الروايات وأفلام الخيال العلمي.
ليس الإنسان بحاجة إلى استشراف مستقبل الإنسان مع الذكاء الاصطناعي لأن الحاضر قدم لنا هزيمة مبكرة أمام جهاز صغير يعتقد كثيرون أننا نتحكم فيه والعكس هو الصحيح فقد امتصت الهواتف الذكية أصوات الجلسات وأفقدت الإنسان الكثير من التركيز أثناء السير والقيادة.