يعتبر الحبيب السائح روائي وقاص جزائري من مواليد منطقة سيدي عيسى ولاية معسكر، نشأ في مدينة سعيدة تخرج في جامعة وهران، اشتغل بالتدريس وساهم في الصحافة الجزائرية والعربية.
غادر الجزائر عام 1994م، متجهاً نحو تونس، حيث أقام بها نصف سنة قبل أن يشد الرحال نحو المغرب الأقصى، قال عنه الروائي الجزائري واسيني الأعرج:” يعيد الحبيب السائح قراءة التاريخ الوطني من خلال حفريات جديدة في الجسد الجزائري المثخن باليقينيات الزائقة”.
لا يجعل الحبيب السائح، كتابته تدخل في أي مشاكسة من أي نوع كان، لأنها تعبر عن قناعته ومواقفه تجاه ما يشغله بصفته الفردية في بيئته المرتبطة بما يحيط بها، فلا يسعى بها للإثارة لأن مثل ذلك ليس من طبيعة الكتابة الأدبية.
يعد التاريخ مدخلاً له للحوار باعتباره إحدى المنظمات التي تحتوي على جملة من الحقائق تكون غالباً رافداً للنص الروائي وعلى مغالطات، ليصبح الرد عليها روائياً من بين أهم وسائل نقدها، وهو عمل مشق جداً يتطلب درجة وعي وكفاءة سردية بحيث يتلقاها القارئ في صيغتها التخييلية وكأنها هي حقيقة الحقيقة التي غيبها التاريخ.
لا يكتب الحبيب السائح، انطلاقاً من مقولات نقدية أو نظريو أو بناء عليها، لأن تلك المقولات والنظريات هي خلاصات واستنتاجات من المكتوب نفسه، فنظرية الأدب والكتابة الروائية لديه مشتقة من النصوص الأدبية نفسها.
عاش الحبيب السائح، حلم الثورة العالمية في مواجهة الإمبريالية والصهيونية وحلم العدالة والاشتراكية في الجزائر فكانت بداية كتاباته متأثرة بزمنها وفضائها.