حكاية فائق حسن رائد الانطباعية في الفن العربي الحديث

حكاية فائق حسن رائد الانطباعية في الفن العربي الحديث
فائق حسن رائد الانطباعية
https://www.sba7egypt.com/?p=188591
شيماء اليوسف
موقع صباح مصر
شيماء اليوسف

إذا كان الفنان التشكيلي فائق حسن، قد دخل عالم الفن من باب الطبيعة فلأنه وجد في فنانين كانوا قد سبقوه إلى هذا العالم ما يعزز خطوته ومن بينهم من وجد أن الباب المظفر الذي يفضي إلى الرسم هو الطبيعة فركز من منظوره الفني في الأشياء المرئية، ومن هنا اعتداده بالطبيعة آخذاً نفسه وعمله الفني بما أخذت به المثالي و الكلاسيكسية التي ذهب فنانوها إلى تأكيد أن شيء جميلاً إلا ما هو حقيقي.

 

كانت أعمال رائد الانطباعية في الفن العربي الحديث، الأولى بمنزلة تجديد للطبيعة التي لم يكن ينظر أليها بقدر ما كان ينظر فيها، مستغوراً أعماقها الحية، ومن خلال الطبيعة بمشاهدها الحية كانت فورة الخلق عنده لتحركه ذاتاً إبداعية باتجاه اصطناع نماذج تكون أكثر إغراء من الطبيعة نفسها بالنسبة للمشاهد.

عندما كان يخرج فائق حسن، إلى الطبيعة كان يفعل ذلك ليراها بكليتها وليس بتمثله التخييلي لها، بساتينها وما تقوم به من شجر وزرع وجبالها وما يعرش عليها من شجر وأرضها الصحراوية المنبسطة وما عليها من خيول وساستها، محققاً من هذا كله جمالية الخلق الفتي، في لوحته التي لم يلتفت فيها إلى الآراء التي عاصرتها بداياته.

عمل رائد الانطباعية في الفن العربي الحديث، على توضيب نظام من الرؤية يبني بها ومن خلالها نظامه في الفن في عملية صعوظ مستمر بما يرى والمثير والمدهش في هذا أنه يحمل سؤال الطبيعة وما يقوله معناها من دون نظر في ما هو خارجها وهو هنا لا يعيد ولا يستعيد وإنما يبدع ناشراً عبر الخط وفي اللون كل ما له من براعة وإن كان في عمله هذا أقرب إلى الارتجال منه إلى التصميم المسبق، لقد كان مثله مثل رينوار، الذي شكل مثالاً حياً للانطباعيين في عصره، ومن بعده وأخذ نفسه بحريو الرسم في فضاء مفتوح حيث سمة النبل والسمو، كما يقول انطباعيو عصر ذلك الفنان الفرنسي فإن فائق حسن، بذل كل ما في وسعه لاىساء دعائم الرسم ضمن هذا التوجه وإظهار خصائصه الفنية في ما يقدم من أعمال لها جماليتها الخاصة بل ووفق بعض دارسي الانطباعية.