لم تكن هناك دولة في أوروبا تخشى هتلر ومطامعه قدر بولندا فالصراع بين ألمانيا وبولندا كان متوقعا وذلك لأن معاهدة فرساي عام ١٩١٩م، قد منحت بولندا مدينة دانزيج الألمانية تحت سيطرة بولندا بعد أن أعلنت دانزيج الشرقية الانفصال عن ألمانيا لتعطي لبولندا ممراً إلى البحر كما وضعت مدينة حره تشرف عليها عصبة الأمم.
وأثر هتلر منذ توليه السلطة عدم إثارة مشكلات مع بولندا بل أنه عقد معها في يناير ١٩٣٤ م معاهدة صداقة وعدم اعتداء ورأى فيها سدا في وجه الاتحاد السوفيتي خاصة والعداء التقليدي بين بولندا والاتحاد السوفيتي كان يخلق دائما جوا صالحا للتفاهم مع ألمانيا.
وما أن انتهى مؤتمر ميونخ حتى بدأ هتلر في التخطيط لخطواته المستقبلية وأصدر التوجيهات لقادته يوم ٢١ أكتوبر ١٩٣٨م بالاستعداد لتصفية تشيكوسلوفاكيا فإنه أمر في نفس التوجيه ياتخاذ الاستعدادات اللازمة لتمكين قوات الرايخ من احتلال دانزيج الحرة
وذلك عن طريق المباغته مع استغلال الأوضاع السياسية المناسبة دون الاشتباك في حرب مع بولندا على أن تقدم الخطط التي تعدها فروع القوات المسلخة قبل يناير ١٩٣٩م.
اقرأ أيضا
