تدفق الاجانب لمصر وتحكموا في ميزانية الدولة حرصا منهم على ديونهم وخفضوا ميزانية التعليم وعجزت الدولة عن السيطرة او الاشراف على المدارس الأجنبية التابعة لدولها وصحيح أن المدارس الأجنبية قد ساهما في رقي التعليم لكنها ادت إلى تقسيم المجتمع فكريا بين مثقف ثقافة أجنبية وأخر مثقف بالتعليم المصري.
لاختلاف الفكر التربوي على أن للتعليم في أي دولة هدفين الاول اجتماعي غايته ترقية المجتمع وتطويره عن طريق تنمية ملكات الفرد وقدراته الذاتية والثاني هدف اقتصادي غايته اعداد القوى البشرية اللازمة لمجالان العمل المختلفة التي يحتاج إليها المجتمع.
لكن بداية التعليم في عهد محمد علي كان الهدف منه هو الحصول على أكبر عدد من الموظفين والفنيين للنهضة بالبلاد في المؤسسات المدنية والعسكرية.
ومن ثم فالمدارس كانت تنسأ وتبني حسب حاجة الدولة لوظائف معينة فمثلا اذا احتاجت إلى اطباء أنشأت المدارس الطبية وهكءا ولم يمض محمد علي خطة كاملة لتعليم الشعب ورغم جهوده الجبارة.
كان يسرع محمد علي الخطى بشكل خيالي لبناء الدولة الحديثة على النمط الأوروبي وفرضت عليه حروب لم يكن قد جهز لها قواته ورغم انتصاراته وطموحاته وجهت له قوى الاستعمار ضربة شديدة إلا أنه مع سرعته في البناء الحضاري لم يضع خطة كاملة لمشروع تعليمي بهدف تعليم الشعب كله من أجل رقي المجتمع المصري بأكمله.