لاشك أن خضوع مصر للحكم العثماني لمدة أربعة قرون جعل مصر تتأثر بهذه الحضارة العثمانية وتؤثر فيها لذلك كان من الضروري أن نتعرف على هذه الحضارة ومظاهرها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ومراحل تطورها.
خرجت مصر من دائرة الحضارة المملوكية ودخلت الحضارة العثمانية فإن أهم ما يميز الحضارة العثمانية هو التنوع الثقافي فهي إمبراطورية مترامية الأطراف تمتد أملاكها عبر القارات الثلاث أوروبا آسيا وأفريقيا.
تطل على البحار الأسود والأبيض والأحمر وقزوين كما أنها إمبراطورية ضخمة تضم سكان متنوعي الثقافة والأعراق والأديان من عرب وأتراك وأكراد ويونان وسلاف وألبان وتتكلم بلغات متنوعة وتدين بديانات عديدة من إسلام ومسيحية ويهودية بكل فرقها وطوائفها.
تأثرت هذه الحضارة بثلاث مؤثرات رئيسية هي التركية والإسلامية والأوروبية فالأتراك قبائل رعوية شديدة البأس في القتال كانت ديانتهم الوثنية التي تؤمن بعبادة القوة والأرواح وعندما دخلوا الإسلام ظلت لديهم موروثات البطولة والفروسية والشجاعة والغزو وهذا ما جعل الدولة في عصر قوتها تتوسع على أراضي دول الجوار.
تأثرت هذه الحضارة بالإسلام لأنهم كانوا جندا مرتزقة في الجيش العباسي في عصر الخلافة العباسية وتأثروا بالمذهب السني فكانت دولة سنية على المذهب الحنفي.