تعرف على معنى الدلالة في اللغة العربية ومنهجها

تعرف على معنى الدلالة في اللغة العربية ومنهجها
معنى الدلالة في اللغة العربية ومنهجها
https://www.sba7egypt.com/?p=247174
شيماء اليوسف
موقع صباح مصر
شيماء اليوسف

أن الدلالة الكبرى الأم، هي محض غياهب زمنية لن نجني منها كبير فائدة في تقصينا إياها، إنما نحن نعمد لدراسة مكونات الدلالة على حدى لتعطينا تصورا جزئيا كيف تكونت الدلالة الأم، أي فيما يشبه الاستقراء المنطقي من خلال تتبعها في سياقاتها للوصول إلى لحظة الصفر، وإن لم يكن معنا عدسة لتصوير القاعة كاملة فيمكننا تصوير أركانها كل على حدى بدقائقه وتفصيلاته ثم نجمع الصور فنحصل على الصورة كاملة، هذا هو منطق البحث، الذي قدمه الباحث ابراهيم مصطفى محمد، معلم لغة عربية بالسويس.

طرق استخدام المجاز اللفظي

كما علمنا أن الدلالة حين تنشأ لا تكون في استعمالاتها سوى طائعة لما وجدت فيه، ولا تدل على غيره ولا تطالها يد المجاز لأن المجاز لا يعمد للفظة إلا إذا استدعتها السياقات العديدة وقفزت على ألسنة العامة واتسع ملكوتها الدلالي فصار لديها خبرة دلالية تستطيع سد حاجة المجاز.

وإن النمو اللفظي وإن كان يتبعه نمو دلالي من حيث أشهر طرائقه كالاشتقاق، إلا أن نمو الدلالة يختلف عن النمو والتكاثر اللفظي في:

النمو الدلالي في اللغة

– أن النمو الدلالي لا يعدو إلا أن يكون نموا في انتشارها ومدى توسعها وذيوع استخدامها مما يفضي بها بعد ذلك تجاه المجازية لانها زارت سياقات عديدة يعتمد عليها في ناحية استعمال المجاز، أما النمو اللفظي في رأيي فإنه نمو يقوم على الكثرة أكثر منه على صمود اللفظ وانتشاره فإن اللفظ لا يتعدى قرنا من الزمان وقد نلحظ فيه أثار تطور صوتي في لهجة من اللهجات ورغم ذلك قد ينطوي اللفظ في الحالين على نفس الدلالة، ولنا بين “السفاهة” في الفصحى، و”التفاهة” في العامية آية على ذلك.

القياس والاشتقاق والارتجال

– أن طرائق النمو في كلا الكيانين تختلف عن بعضهما البعض، فبينما يفرد الدكتور أنيس ستة أمثلة للنمو اللفظي وهم الاشتقاق والقياس والارتجال والنحت والقلب والإبدال والاقتراض، نرى أن هناك وسائل نمو للدلالة ممثلة في معيار استعمالها والحاجة إليها ومجازها.
ولكن لسننا بصدد الإنكار أن هناك نتاج دلالي في وسائل نمو اللفظ وكثرته، فنحن في قولنا:
فاعل الخير لا أظننا نحمل نفس الدرجة الدلالية في قولنا فعال للخير.

نمو الدلالة ومحركها

وإن العامل في نمو الدلالة والمحرك الرئيسي لها هو (الاستعمال)، وذلك الاستعمال يتبنى الدلالة فيحقق لها نضارة شبابها (الذيوع والشيوع) لمدة تطول أو تقصر، ثم ترتقي لمرتبة عليا تدعى (المجاز)، والذي يبلغ بالدلالة حد السمو وذلك إما أن ترث في سياقاتها دلالات تفضي بها إلى المجازية

كما نقول: “القمر جميل” هذا في الاستعمال الحقيقي ثم ترتقي اللفظة من تكرارها في سياقات مشابهة إلى أن يرث القمر الجمال فيكفي استدعاؤنا لفظ القمر مجازا عن الجمال.

أو أن تلد اللفظة والدلالة بسياقها سياقات ودلالات جديدة كأن نقول: “الحبر في الورق كالقمر في الليل” فتؤخذ القمر على الإيضاح والتبيين وربما أكثر من ذلك كجمال الخط المكتوب، لكن للمجاز ركن سيتم تفصيله فيه والآن نشرع في عرض عوامل نمو الدلالة: الاستعمال، الذيوع والشيوع، المجاز.

أولا: الاستعمال
ونشرع في نقطة الاستعمال بسؤال يحركنا خلال سردنا لها، يقول السؤال:
ما هو دور الاستعمال في حياة الدلالة؟ وكيف يؤدي ذلك الدور؟

حجر الزاوية في شيوع الدلالة

نقول أن الاستعمال هو حجر الزاوية في شيوع الدلالة، وإن كان العرف يحدد المسالك التي يجب أن تشكل حسبها الدلالات، فإن الاستعمال هو سيد هذه العملية؛ فهو الذي يستدعي اللفظة بالدلالة التي تحملها لسد تعبير معين وسلك سياق محدد، وعن طريقه تنشأ الدلالة ولو بالابتداع، وبه تصل إلى الشهرة والانتشار فوق الألسنة، ومنه إلى مجازيتها بعد أن يتسع أفقها التعبيري، ثم ينقضي أجلها يوما من الأيام وتندثر.

الألفاظ عند ابراهيم أنيس

ويقول إبراهيم أنيس” وجدت الألفاظ ليتداولها الناس في حياتهم الاجتماعية ويتبادلونها جيلا بعد جيل كما يتبادلون العملات والسلع، غير أن التبادل بها يكون عن طريق الأذهان والنفوس، تلك التي تتباين بين أفراد الجيل الواحد في البيئة الواحدة، في التجربة والذكاء وتتشكل وتتكيف تبعا لها. ومع اشتراك الناس في ناحيتها المركزية تراهم يختلفون في حدودها الهامشية وفي ظلالها وما يكتنفها من ظروف وملابسات تتغير كل يوم وتتنوع بتنوع فإذا ورثتها الأجيال الناشئة للتبادل والتعامل لم ترثها على حالتها الأولى، بل ترثها مع بعض الانحراف في الدلالة ويتضخم ذلك الانحراف على توالي الأجيال”.

 

إقرأ أيضا