تحولات مصيرية في حياة الطبقة البرجوازية كيف غيرت تاريخ أوروبا ؟

تعد عملية تحديد تاريخ أوروبا الحديث بمطلع القرن السادس عشر لا يمكن أن يعني أن تاريخ العالم ومنها مصر الحديثة قد بدأ في هذه الفترة نظراً لاختلاف طبيعية التغيرات والتحولات العامة سياسة واقتصادية وفكرية من منطقة لأخرى تبعاً للتطور الذاتي الخاص بكل منطقة على حدة.

الطبقة البرجوازية في أوروبا

حيث أن أوروبا قد مرت خلال هذه الفترة وما تلاها بتغيرات واسعة النطاق شملت كل جوانب الحياة الأوروبية ففي الجانب الاقتصادي شهدت تحلل النظام الاقطاعي وقيام نظام اقتصادي جديد هو النظام الحرفي كمقدمة للنظام الرأسمالي الذي بدأت تتضح معالمه شيئاً فشيئاً خلال القرون 17,18,19 بفضل التطورات العلمية والتقنية الحديثة والاكتشافات الجغرافية وظهور الطبقة الوسطى البرجوازية سواء الزراعية أو التجارية أو الصناعيى وغيرها.

الطبقة الوسطى البرجوازية

خضعت الطبقة الوسطى البرجوازية للصراع من أجل تأكيد وجودها وحصولها على حق المساهمة في إدارة شئون الحكم وما يترتب على ذلك من نشأة الدولة القومية الحديثة بنظمها السياسية والاجتماعية التي تختلف كثيراً عن النظام الذي عرفته أوروبا خلال العصر الاقطاعي.

مصر العثمانية

أما فيما يتعلق بمصر العثمانية فإنها لم تشهد تحولاً كذلك الذي شهدته أوروبا ومن هنا لا نستطيع أن نوافق على الرأي القائل بأن التاريخ المصري الحديث يبدأ مع الفتح العثماني أي مع بداية القرن السادس عشر.

لا يمكن فصل النشاط الاقتصادي عن غيره من ألوان النشاط الأخرى لأنه يمثل في تقديرنا البناء الأساسي الذي يقوم عليه ويتأثر به ما عداه من أنشطة أخرى سياسية كانت ام اجتماعية أم فكرية والتي تعد بحق البناء الفوقي أو العلوي لذلك البناء الأساسي.

اقرأ أيضا