المجاز في اللغة العربية أصله وتاريخه ومعناه

المجاز في اللغة العربية أصله وتاريخه ومعناه
المجاز في اللغة العربية
https://www.sba7egypt.com/?p=247699
شيماء اليوسف
موقع صباح مصر
شيماء اليوسف

وقف بنا عند المجاز قليلا لأن عرضه سيختلف بعض الشيء، فهو قائم على وجهة نظر بحثية صرفة معطياتها من صميم البحث الذي نحن بصدده، ، وذلك لا يمنع أنه ومعطياته مدعم لما قيل وذيع عن المجاز اللغوي، إلا أننا سنكون في عرضنا ساردين ومفسرين أكثر منا معرفين لهذه العلاقة، وهذا ما جاء في الورقة البحثية التي قدمها معلم اللغة العربية بالسويس ابراهيم مصطفى محمد.

ما هو المجاز ؟!

المجاز لغة من جاز يجوز: أي تعداه وخلفه وراءه، وتجاوز الشيء أي وطئه ثم مر عنه إلى ما بعده وكذا إلى آخره.
وفي الاصطلاح سيكون لنا اصطلاحان هامان:
الأول: وهو اصطلاح سياقي له في علوم اللغة على أنه استعمال اللفظ في غير ما وضع له لعلاقة بينهما وقرينة تمنع من إيراد المعنى الحقيقي.
الثاني: نؤجل صياغته إلى ما بعد عرض معطياته للتنويه على ما فيه.

ما معاني (القمر) في اللغة؟

بالاستناد على الفصل السابق نعرف أن الكلمة لها معنى لغوي نشأت معه لما كانت اللغة محض آداة نفعية، ومعانٍ سياقية اصطلاحية نتيجة التقاءاتها.
معنى حقيقي: هو ذلك الجرم السماوي الذي يعكس نور الشمس ليلا.

أبرز المعاني الاصطلاحية

معاني اصطلاحية: الإضاءة، الحسن، المفاضلة، الكمال، التفرد، البياض، نوع من الحمام لشدة بياضه، ويمكن القول”نصف الشهر”، والشهور القمرية، رقائق المشمش.
ونحن في غنى عن التنبيه على أن تلك المعاني مجردة ومتوالدة من تفاعل المعنى الأصلي مع ملابساته؛ ذلك ما أشرنا إليه في تجريد الإدراك للمعاني من الماديات، فالقمر بعدما أرضى سرائر البدئي في سياق بقعة بيضاء تضيء في الظلام وتبعث فيه والطمأنينة ليلا، أخذت المعاني في التجرد والتوالد شيئا فشيئا عن هذه الصورة حتى عجت اللفظة بكل ما سبق من معان.

في مبحث اللفظ وأسراره

وبعد ذلك يمكننا بالاستناد على هذا المبدأ المسمى بالخبرة الدلالية للفظ القول بأن المجاز – في بحثنا – ليس استعمال اللفظ في غير ما وضع له… إلى آخر التعريف. لم؟

“لم” تلك تفتح لنا أبواب التفسير على مصراعيها، لأن اللفظ في رأيي الشخصي طالما أدى المعنى المطلوب فهو موضوع له وإن لم يرد له في سياق، فقد يكون المعنى الجديد وليد اللحظة المجازية ولو بتفاوت القوة في درجة المعنى، وما هو الآن لا يمكن التعبير عنه بلفظ ما ويعتبر عبثا لغويا، مع تدرج الإدراك الإنساني يصير ممكنا بل ويصل إلى حد الحقيقة في كثير من الأحيان.

حكم التقيد والثبات على اللفظ

فإن سلمت أنا بالتعريف السابق أكن آخر حلقة من أجيال حكمت على اللفظ بالتقيد والثبات، لأن الثبات الوحيد الذي أراه في اللغة هو نظام قواعدها الصرفية والنحوية لأنها دعائمها وليست عرضة تغير، ذلك أنه ما زال الكثير والكثير أمام العقل الإنساني وسيصل لاستنباط دلالات وتجريد أخرى كنا نراها في وقت سالف شيئا مما وراء الطبيعة.

إذن فاللفظ طالما هو حي فوق الألسنة ينتظر الذي يدلي بدلوه في جوفه لاستخراج ما يمكن استخراجه منه، وهو قادر على الإشعاع ينتظر يقظ العقل، فيمتنع إذن مبدأ التجريد المتدرج عن التصويت لتعريف البلاغيين للمجاز.

 

إقرأ أيضا