نهاية العالم تقترب والحرب العالمية تدق الأبواب فهل يعود صراع الاشتراكية والرأسمالية؟

نهاية العالم تقترب والحرب العالمية تدق الأبواب فهل يعود صراع الاشتراكية والرأسمالية؟
ترامب
https://www.sba7egypt.com/?p=193690
شيماء اليوسف
موقع صباح مصر
شيماء اليوسف

اتسم معظم عقود القرن العشرين بنمط من الصراع الأيدولوجي بين طرفين أساسيين الرأسمالي والاشتراكي ولما لبثا أن تحولا إلى قطبين عالميين متناقضين بعد الحرب العالمية الثانية، حيث انقسم العالم بين هذا وذاك على الرغم من محاولات بعض دول العالم الثالث آنذاك، نهج طريق مستقل عن كليهما.

 

وقد نعت الصراع الدائر بين القطبيم بالحرب الباردة، التي استخدمت فيها أنماط الأسلحة التقليدية جميعها وكذلك الفكرية والثقافية والأيدولوجية إذ اصطبغت المفاهيم والقيم والتصورات وغيرها بصبغة أيدولوجية.

كانت المفاهيم على الجانب الاشتراكي ذات طابه تشتراكي مؤدلج بمعنى أن التفسيرات والتعريفات والتبريرات وغيرها الخاصة بالقيم والمفاهيم خضعت إلى الأيدولوجية الماركسية على وجه الخصوص والأفكار اليسارية على وجه العموم.

أخذت المفاهيم والقيم على الجانب الرأسمالي طابعاً سياسياً ءي أصبحا تعريفاتها وتفسيراتها مسيسة إذ كانت هناك ردة فعل على التصورات والتعريفات الاشتراكية بطريقة كان الهدف منها نقض أو تشويه المفاهيم الاشتراكية المؤدلجة بغض النظر عن جدارتها من عدمه، واعطاء تصورات نقيضة لها تحت مختلف الذرائع.

فإذا كانت دول المعسكر الاشتراكي السابق تقوم على الأيدولوجيا ولم تسمح لأي أفكار أو قيم مناهضة لقيمتها ولأفكارها الأيدولوجية فإن الحكومات الغربية أنشأت ودعمت في الوقت نفسه عديدا من المؤسسات والمعاهد التي كان شغلها الشاغل التصدي للأيدولوجية الاشتراكية والأفكاى اليساريو وما تطرحه من مفاهيم وقيم وتحليلات.

لم يقف الأمر عند هذا الحد ففي المعسكر الاشتراكي سادت دكتاتورية فكرية صارمة بحيث لا يسمح بتعاطي أي أفكار تعارض الأفكار الرسمية، ومن يفعل ذلك فمصيره الاعتقال والسجون وعلى الجانب الأخر في العالم الغربي حظي كثير من المفكرين والمثقفين وحتى بعض الأكاديميين بشهرة واسعة لا لشيء سوى لأنهم يعارضون الاشتراكية والأفكار اليسارية.

لعب الإعلام دورا في تضخيم تلك الشخصيات وأعطى معظمها حجما كبيرا بغض النظر عن مستواها الفكري ومدى مصداقية أفكارها وحظيت أيضاً بدعم العديد من المؤسسات الرسمية ومراكز الأبحاث المناقضة فكرياً للمعسكر الشرقي في المقابل، تم التضييق على الفلاسفة والمفكرين اليساريين في العالم الغربي.

تمت محاربة كثيى منهم بشتى الوسائل التي وصل بعضها إلى تجاوز حدود الديمقراطية والحريات الفكرية، ولم يخل عالم الحرب الباردة من العديد من المفكرين والأكاديميين والفلاسفة الذين اتسمت أفكارهم ورؤيتهم للقيم والمفاهيم والتصورات برؤية أكاديمية موضوعية وذات منهجية علمية للوصول إلى الحقائق أو فلسفة مستقلة لم تعرف الطابع الأيدولوجي أو المنحاز سياسياً لليمين أو اليسار لكن هذه الفئة ظلت ضمن النطاق الأكاديمي الصرف ولم تسلط عليها الأضواء على الرغم من أهمية الأفكار التي تقدمها نظراً لأنها كانت خارج لعبة الصراع الأيدولوجي في الحرب الباردة.