مستقبل آسيا في عصر العولمة بين صراعات الصين وأمريكا

مستقبل آسيا في عصر العولمة بين صراعات الصين وأمريكا
ترامب
https://www.sba7egypt.com/?p=188593
شيماء اليوسف
موقع صباح مصر
شيماء اليوسف

يشكل عنصر الحوار بين الحضارات والثقافات عنصراً رئيسياً في استراتيجية الصين لتعزيز التفاعل الإيجابي بين الثقافات الآسيوية فتمسكت بالقوة الناعمة وهي ترفض استخدام قوتها العسكرية إلا في حالة الدفاع عن شعبها وأراضيها ومصالحها.

 

ويساهم الحوار الإيجابي الحر بين الثقافات الآسيوية في الحفاظ على الثقافات الشعبية الآسيوية الموروثة التي تشكل سداً منيعاً أمام التغريب الثقافي الذي يشكل خطراً على الهوية الثقافية الآسيوية المشتركة وعلى مستقبل الشعوب الآسيوية.

تتعرض اليوم شرائح شبابية آسيوية واسعة من أعمار مختلفة لتشويه ثقافي وتضليل ءيدولوجي في ظل عولمة همجية تنشر ثقافات استهلاكية وافدة من دول متطورة تخشى نهضة الصين.

تتطلع الشعوب الآسيوية إلى آسيا منفتحة ومتكاملة وإلى بناء مجتمعان آسيوية مستقرة ومزدهرة وتتوقع من رافعي شعار “خصوصية الحضارات الآسيوية” ومن المروجين لنشر حضارة إنسانية بخصائص آسيوية أن يبذلوا جهوداً كبيرة لكي يعم الرخاء المشترك بين الشعوب الآسيوية على اختلاف قومياتها وأديانها وتنوع أنظمتها السياسية.

يبدي بعض القادة الآسيويين رغبة صادقة في تعزيز العولمة الاقتصادية على قاعدة الانفتاح التام وتقاسم المنافع المشتركة بين الشعوب الآسيوية، ويطالبون بوضع برامج عملية وخطط تنموية مشتركة للقضاء على الفقر والتخلف في جميع الدول الآسيوية مما يعزز الثقة وروح التضامن والتعاون بين تلك الشعوب من خلال الانسجام والتناغم واحترام الاختلاف وتوسيع دائرة التبادلات الاقتصادية والثقافية والسياسية العابرة للحدود.

وكانت منظمة اليونسكو العالمية بالتعاون مع وزارة التربية والثقافة في الصين، قد نظمت ندوة متخصصة وحاشدة، شارك فيها خمسة عشر باحثاً من دول آسيوية مختلفة، وقد شكلت الندوة مناسبة ثمينة لإظهار انجازان الحضارات الآسيوية عبر التاريخ وما قدمته الشعوب الآسيوية لتطور الحضارة الإنسانية وهو الأول من نوعه في تاريخ الحوار بين الحضارات الآسيوية.

عقد مؤتمر بكين لتعزيز الحوار الإيجابي بين الثقافات والشعوب الآسيوية واعتماد القوة الناعمة لا العسكرية للحفاظ على الثقافات والحضارات وتحويلهما إلى منظومة من القيم الإنسانية والأخلاقية ليصبح العالم أكثر أمناً واستقراراً فكان من الطبيعي أن تشكك مجموعة المثقفين المروجين لأولوية الثقافة المركزية الأوروبية بالأسباب العميق التي دفعت الصين إلى عقد هذا المؤتمر في ظروف إقليمية ودولية تشهد صراعاً سياسياً واقتصادياً بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين.