كيف جسد سيرجيو ليوني واقعية رعاة البقر في صحراء أمريكا ؟

كيف جسد سيرجيو ليوني واقعية رعاة البقر في صحراء أمريكا ؟
سيرجيو ليوني
https://www.sba7egypt.com/?p=190257
شيماء اليوسف
موقع صباح مصر
شيماء اليوسف

في مشهد صحراوي تختلط فيه النكهة الأمريكية بالمكسيكية وفي مزاوجة بين اللقطات الواسعة للشاشة العريضة واللقطات القريبة التي تركز على تفاصيل الوجه البشري، يدخل راعي البقر صائد الجوائز المتوحد مع نفسه الذي لن نعرف اسمه مطلقاً يدخل على حصانه رفيق دربه بقبعته عريضة الحواف ومسدسه السداسي الطلقات وذقنه غير الحليق وبعينيه المثبتتين في الأفق البعيد وبتضاريس سحنته المكافئة لقسوة الصحراء، غضون وأخاديد وجراح جديرة براعي البقر الرحال، تمهد لدخول راعي البقر وتصحابه موسيقى الموسيقار الإيطالي إنيو موريكوني التي هي ليست موسيقى تماما وإنما مزيج من أصوات غير معتادة في التأليف الموسيقي الفيلمي، أصوات طلقات نارية ومدافع فرقعات سياط في الهواء صهيل خيول تكتكات عقارب ساعة دندنات للحن أساسي أو أحد هرمونياته همهمات فردية وكورالية أما جلال الأوركسترالية ومهابتها التي يمزجها موريكوني بآلات إلكترونية فردية فيدخرها ليوني للمواجهة الأخيرة بين راعي البقر وخصومه.

 

يستعرض ما سبق أسلوب المخرج الإيطالي سيرجيو ليوني، في خماسية الويسترن سباجيتي التي صنعها، “من أجل حفنة دولارات، من أجل مزيد من الدولارات، الطيب والشرس والقبيح، حدث ذات مرة في الغرب، مهرجان الديناميت” هذه الأعمال مثلت الويسترن سباجيتي وهو اصطلاح أطلقه أحد النقاد الإيطاليين على الأفلام التي كانت تنتج في إيطاليا خلال خمسينيات القرن الماضي.

تناول سيرجيو ليوني، في أفلامه ندرة الشخصيات النسائية حتى النساء القليلات في سينماه هن جميلات من ذوات الشعر الأحمر والعيون الزرقاء أو ربات منازل مغلوبات على أمرهن، الجمعيات النسائية الأمريكية والمدافعات عن حقوق المرأة وناقدات السينما، لم يفوتن الفرصة للهجوم الشرس على أفلام ليوني، التي تستعبد المرأة من الفعل وتشيئها كسلعة.

لا تخلو أفلام سيرجيو ليوني، من لقطات لوجوه مجدورة مرتزقة ومجرمين أعين مت حشة خائفة كما لو كانت تتوقع تلقي رصاصة في أي لحظة، لقطات لحشر قطعة صابون أو خشب أو آلة هارمونيكا، في فم إحدى الشخصيات لقطات لسحب المسدسات بسرعة وحذق وإصابة اثنين من الخصوم بطلقة واحكة من راعي بقر يجيد التصويب ببراعة فائقة وطيران القبعات عن الرؤوس بطلقات نارية وإصابة نفس الثقب من القبعة مرتين بطلقتين متتاليتين مبالغات محببة أقرب لروح الكوميديا يقبلها الجمهور من ليوني ولا يقبلها بسهولة من غيره.