تجنيد الأطفال بين جرائم الحرب والإرهاب الدولي

تجنيد الأطفال بين جرائم الحرب والإرهاب الدولي
تجنيد الاطفال
https://www.sba7egypt.com/?p=184900
شيماء اليوسف
موقع صباح مصر
شيماء اليوسف

يعد تجنيد الأطفال واستخدامهم للعمل طبقاً للمعاهدات والأعراف الدولية أمراً محظوراً، وهو بموجب القانون الدولي وحسب المحكمة الجنائية الدولية “جريمة حرب” ويعلن قانون حقوق الإنسان سن الثلمنة عشر بوصفها الحد الأدنى للعمر بالنسبة للتجنيد وفي التقارير السنوية للأمم المتحدة وضمن قوائم خاصة يصدرها الأمين العام توضع أطراف النزاع التي تجند وتستخدم الأطفال في قائمة تسمى “قائمة العار” وقد أدرجت الأمم المتحدة 52 طرفاً في لائحة العا السنوية للعام 2013م.

 

وقعت أربع وتسعون دولة على بروتوكول اتفاقية الأمم المتحدة الخاص بحقوق الأطفال عام 2000م، والذي يمنع الحكومات والجماعات المتمردة من استخدام الأطفال في أي شكل من أشكال الصراع المسلح، ومع تبني الجمعية العامة للأمم المتحدة للبروتوكول فقد صار إلزامياً كما دعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” لاعتماد يوم الثاني عشر من فبراير لمناهضة تجنيد الأطفال.

بحسب إعلان مبادئ باريس بشأن اشراك الأطفال في المنازعات المسلحة 2007م فإن الطفل المجند هو أي طفل دون الثامنة عشرة من عمره يرتبط بقوة أو بجماعة عسكرية سواء كان مجنداً مسلحاً أو مستخدماً في أي صفة بما في ذلك استخدامه محارباً أو طاهياً أو حمالاً أو جاسوساً أو لأغراض جنسية.

وتقدر تقارير لمنظمات دولية متخصصة منها “اليونيسيف” عدد الأطفال المجندين الذين يشاركون في القتال حول العالم بحوالي 250: 300 ألف طفل، وتضم إفريقيا أكبر عدد منهم أكثرهم في بوروندي وإفريقيا الوسطى وتشاد والكونغو ورواندا والصومال والسودان وأوغندا.

وقد أصبح تجنيد واستخدام الأطفال الوسيلة الءسهل لكثير من الجماعات المسلحة من أجل شن الحروب نظراً لسهولة استمالتهم ودفعهم لارتكاب العنف ذلك لأنهم في هذا العمر يكونون ساذجين وسريعي الانقياد ويسهل توجيههم وسواء التحقوا بالجماعات العسكرية غصباً عنهم أو طمعاً منهم أو تم تضليلهم فإن تلك الجماعات المسلحة تخضعهم لعمليات غسيل دماغ تمتد لسنوات عديدة يتعرضون خلالها لشتى صنوف القهر والإخضاع والترهيب، وإجبارهم على الطاعة العمياء وجعلهم خائفين باستمرار على حياتهم فيدركون بسرعة أن الطاعة والانقياد هما السبيل الوحيد لضمان بقائهم، وفي بعض الأحيان يجبرون على المشاركة في قتل أطفال آخرين أو أعضاء من أسرهم، وحتى على ارتكاب مجازر دموية ومن بعدها يخبرونهم بأنه ليس هناك من سبيل أمامهم للعودة إلى ديارهم بعد ارتكابهم لمثل هذه الجرائم.