بولونيا وتطويق الشيوعية كيف ساهمت في زعامة أمريكا للعالم ؟

بولونيا وتطويق الشيوعية كيف ساهمت في زعامة أمريكا للعالم ؟
بولونيا وتطويق الشيوعية
https://www.sba7egypt.com/?p=188062
شيماء اليوسف
موقع صباح مصر
شيماء اليوسف

لعبت “بولونيا” في التاريخ الحديث دوراً مهما أثر فيه وغير وجه التاريخ إلى مسارات أخرى، لاسيما في علم الفلك وفي اكتشاف الأورانيوم، أثر حتى في حركة التضامن التي أدت إلى تطوير النظام الشيوعي وتحزيل العالم إلى نظام القطب الواحد الذي هيمن عليه العالم الحر بقيادة الولايات المتحدة.

 

تعتبر بولونبا أكبر دولة من حيث المساحة والسكان بعد أوكرانيا في وسط وشرق أوروبا وهي دولة عريقة في التاريخ كانت ولا تزال موضع أطماع الدول المجاورة لها، وقد تعرضت إلى أربع عمليات تقسيم وكان أخطرها التقسيم الثالث عام 1795م، حيث تقاسمت روسيا وبروسيا والنمست كامل إقليم الاتحاد بين بولونيا وليتوانيا، ثم زال نهائياً من الوجود، وأضطر ملك بولونيا بونياتوفسكي، بضغط عسكري روسي إلى التنازل.

كان من نتائج الحرب العالمية الثانية فرض النظام الشيوعي بقوة الجيوش السوفيتية على بلدان أوروبا الوسطى والشرقية بما فيها بولونيا ، وذلك على أساس القرارات التي اتخذتها أمريكا والاتحاد السوفيتي وبريطانيا في مؤتمر يالطا عام 1945م.

كانت الكنيسة الكاثوليكية في بولونيا تعارض النظام الشيوعي منذ قيامه بسبب سعيه لاستئصال الدين المسيحي وفرض الإلحاد على الجميع بطرق مختلفة، وقد سعت الكنيسة للمحافظة على الشعب البولوني، وعلى هويته القومية وتقاليده في وجه أنماط الحياة السوفيتية.

مارست الكنيسة نفوذاً كبيراً على البولونيين، كمؤسسة وحيدة مستقلة عن السلطات الحاكمة وإن كانت علاقتها بهذه الأخيرة تمر بفترات مختلفة تحظى فيها بقدر أكبر أو أقل من الحرية والحقوق.

اعترف الزعيم السوفيتي ميخائيل جورباتشوف مرات عدة بتأثير البابا والكنيسة على الأوضاع في أوروبا الشرقية والوسطى وكان واحداً من العوامل الرئيسية التي مكنت من تفكيك النظام السوفييتي التوتاليتاري بطريقة سليمة.

كانت بولونيا في القرن السادس عشر مركزاً مهما للديانة اليهودية وعلوم اليهود الدينية، لقد استقر اليهود في بولونيا منذ القرون الوسطى، هرباً من الملاحقات والاضطهادات التي عانوها في الدول الأوروبية الأخرى.

يتبين من المراجع التاريخية أن حكام بولونيا كانوا يستقبلونهم بترحاب لأنهم أرادوا أن يصبح اليهود منافسين للألمان الذين كانوا يستوطنون بكثرة في المدن البولونية.

لقد لعبت بولونيا دوراً رئيسياً في محور التاريخ الحديث، على الصعيد العلمي منذ كوبرنيكوس، الذي فتح آفاقاً واسعة للفكر البشري، بتحريره من هيمنة الإرث اليوناني والروماني، وسيطرة الكنيسة وتقاليدها وتراثها، أما على الصعيد السياسي فإنه بالرغم من تضاؤل حجم نقابة التضامن وانكماشها وما انفك عنها من مؤيدين، لاتزال منذ نشأتها الجناح اليمين المعتدل في وجه الأحزاب الاشتراكية التي انبثقت من الحزب الشيوعي.